دشن صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس مجلس المنطقة اليوم بمحافظة جدة ورشة العمل التي نفذتها لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس المنطقة.
وقال سموه في كلمته خلال افتتاح الورشة : ” منذ أن كنت في ريعان الشباب وأنا لا يشغلني إلا مستقبل الشباب، وفهمت في ذلك الوقت أنه لا مستقبل لشباب بلادنا ولا مستقبل لبلادنا إلا بالفهم الصحيح للثقافة، ودور الإنسان والمواطن في هذه البلاد، والتمكن من فهم واجباته مع حقوقه في نفس الوقت، فللمواطن حقوق ولكن عليه واجبات لوطنه ولأمته وأسرته ونفسه “.
ولفت سمو أمير منطقة مكة المكرمة إلى أنه لم يؤلف في حياته كتابا قبل كتاب ” التنمية في عسير “، ثم كتاب ” بناء الإنسان وتنمية المكان “، وهما لب ما تعلمه في مسيرة التنمية التي شاركه فيها زملاؤه في عسير ومكة المكرمة من المسؤولين والمواطنين برسمها وتنفيذها، مبيناً أنه تعلم من هذه التجربة أن أول ركائز التنمية هي الثقافة، فبدون ثقافة لن يكون للإنسان تنمية.
وتابع سموه قائلاً ” نحن أمة شرفها الله سبحانه وتعالى بالإسلام وجعلنا نسكن بجوار بيته العتيق وكلفنا باستقبال ضيوفه الكرام من كل بلاد المسلمين، وأمرنا بخدمتهم وجعل هذه الرحلة الإيمانية لهم تمر بيسر وسهولة، وهذا الواجب يشغلني طول حياتي, والثقافة تبدأ من الأسرة ثم تنتقل إلى الحضانة ثم إلى المدارس والجامعات، ولا بد أن نهتم بها من البيت إلى أن يتخرج الشاب والشابة من الجامعة ونستمر معهما طوال الحياة، فالإنسان لا يجب أن يتوقف عن الثقافة مدى حياته “، مشدداً على أهمية الخروج من ورشة العمل بخطة للثقافة وخدمة المجتمع السعودي في المنطقة والأخذ بجميع الأطروحات المثمرة التي تعود على المنطقة وإنسانها بالفائدة والنفع.
واستطرد الأمير خالد الفيصل في حديثه للحضور قائلاً: ” عندما بدأت حياتي العملية والمسؤولية في هذه المنطقة تأكد لدي أنه لا بد من عمل شيء لخدمة هذا المجتمع من خلال الثقافة للتنمية المثلى، لذلك أعدت هيكل الإمارة وتقدمت بمشروعي لصاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز – رحمه الله – واستأذنه في تجربة لمدة سنتين في هيكلة جديدة في الإمارة احتوت في ذلك الوقت ولأول مرة إنشاء وكالة خاصة بالتنمية وهي مسؤولة كذلك عن الثقافة وبعد ذلك وجه الأمير نايف بن عبدالعزيز وزارة الداخلية بدراسة التجربة ثم عممت الهيكلة الجديدة على إمارات المناطق “.
وقال سموه ” أنتم هنا لتضيفوا على هذه التجربة شيئا جديدا من خلال الإسهام بآرائكم وأفكاركم وتزودوني بتجاربكم وتزودوا إمارة المنطقة بهذا الكنز الكبير الذي تحتويه عقولكم وأنتم من صفوة مثقفي المجتمع في هذه البلاد, حافظوا على دينكم .. وحافظوا على ثقافتكم الإسلامية .. والله يحفظكم في كل أعمالكم “.

من جهته أوضح قال مستشار أمير منطقة مكة المكرمة المشرف على وكالة التنمية بالإمارة هشام الفالح ” رغم ما تشهده جميع مناطق المملكة من نهضة عمرانية واسعة وتطور في بيئة الحياة والعمل ولا تخلو مدينة أو قرية من مقاول البناء والتشييد إلا أن أهم ما يميز البرامج التطويرية والتنموية والعمرانية بمنطقة مكة المكرمة هو تركيزها الواضح على بناء الإنسان، وأن الاهتمام به ثقافيا وفكريا واجتماعيا ركيزة أساسية إنجازات متفردة لحضارات مستدامة “.
وأشار إلى انطلاق مبادرة صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة قبل عدة سنوات وتحولت إلى مشروع وبرامج عمل تركز في مجملها على بناء الإنسان وتنمية المكان لتصبح مكة المكرمة المدينة العالمية الأولى إنسانا ومكانا “.
بدوره, أكد رئيس لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بإمارة منطقة مكة المكرمة طارق فقيه ثقته بأن ما تم مناقشته في الورشة سيكون المستفيد الأول منه هو الإنسان في هذه البلاد الطاهرة، وسينعكس على ثقافته وبنائه وتنمية مكانه، , مبيناً أن لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية من أحد أهم رسائلها في هذه الورشة بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكة المكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة،وتعمل حاليا على تطوير مؤشرات أداء جميع القطاعات الثقافية والاجتماعية والشبابية والدعوية.
واستعرضت ورشة لجنة التنمية الثقافية والاجتماعية بمجلس منطقة مكة المكرمة التي أقيمت بالشراكة مع الوقف العلمي بجامعة الملك عبدالعزيز، ثلاثة محاور تمثلت في مراجعة رؤية ورسالة وأهداف ومهام اللجنة، تطوير مجموعة من المبادرات الثقافية والاجتماعية ذات الأهمية للمنطقة، وتحديد شركاء النجاح والتحديات ومؤشرات نجاح كل مبادرة ثقافية واجتماعية.
وشارك في الورشة أعضاء من مجلس الشورى، ومجلس منطقة مكة المكرمة، ومهتمون بالشأن الثقافي وقيادات من الإمارة ومن القطاع الخاص والمؤسسات المانحة، واستهدفت بلورة رؤية مستقبلية تسهم في تطوير برامج مجتمعية تنموية في الجانب الثقافي والاجتماعي لمنطقة مكة المكرمة، وتحديد الأدوار وتنسيق الجهود، وذلك من خلال إشراك جميع الأطراف ذات العلاقة.