يحظى التعليم ومنسوبوه باهتمام بالغ على مستوى القيادة العليا لهذا الوطن وعلى مستوى الوزارة وقياداتها في ادارات التعليم في المناطق والمحافظات ، وهذا الاهتمام أمر طبيعي إذ لا تنمية بدون تعليم ، والتعليم هو أساس التنمية ومحورها الرئيس .

ولهذا رصدت الدولة أيدها الله الميزانيات الضخمة للتعليم لمواجهة متطلباته المادية والبشرية ، وتبنت وزارة التعليم الخطط الاستراتيجية والتشغيلية المتضمنة البرامج والمشروعات التربوية وتوجيهها نحو المتعلم( المستفيد الاول ) أو الإنسان أساس التنمية.

وفي كثير من الأحيان يواجه التعليم من منسوبيه أوممن يقودون برامجه ومشاريعه أو حتى من غير منسوبيه النقد الذي في كثير منه غير موجه الوجهة التي يستفيد منها صانع القرار في عمليات التحسين والتطوير ، وفي المقابل نجد أن هناك من الغيورين سواء من منسوبي التعليم أو غيرهم من يقدم النقد لأجل التحسين والتطوير ، وهذا هو النقد المرغوب .

ويأتي في مقدمة هذه الانتقادات الوضع الراهن لمخرجات التعليم في كفاءتها مقارنتة بما تقدمه الدولة من ميزانية ضخمة للتعليم ، ومقارنة أيضا بما يتم التخطيط له من قبل وزارة التعليم استراتيجيا وتشغيليا .

وأن هذه المخرجات ضعيفة ولديها قصور في جوانبها المعرفية والمهارية والقيمية .

وقدر وزارة التعليم ومنسوبيها أنهم معنيون بعقل المتعلم وسلامة فكره وكافة أركانه الجسدية ، وكونهم مؤتمنون على فلذات الأكباد وعقول المتعلمين ونشاطهم الحركي ، ومن هنا نقول أن المتعلمين في بيئات التعلم هم من يجب أن توجه اليهم برامج ومشاريع وزارة التعليم وهم المستفيدون بالدرجة الاولى من تلك البرامج أو المشاريع ، ونستطيع أن نقول اذا وجهت تلك البرامج أو المشروعات التربوية باتجاه المتعلمين بهدف بنائهم فكريا ومهاريا ومسلكيا ومكنت المتعلمين من مزاولتها في بيئات التعلم المختلفة، حينها نقول أنها حققت أهدافها وتمت الاستفادة منها في تنمية الجوانب المختلفة لدى المتعلمين وبشرط أن يمارس المتعلمون تلك البرامج أوالمشروعات الموجهة لهم باستقلالية تامة إما بشكل فردي أو جماعي داخل بيئات التعلم المتمثلة في الفصول والساحات والمختبرات والملاعب الرياضية ، ويكون دور القائمين على تلك البرامج أو المشاريع وتنفيذها في المدرسة ( قيادات المدارس والمعلمون ومن في حكمهم ) الدعم والتحفيز وتقديم كافة التسهيلات للمتعلمين أثناء ممارستهم تلك البرامج أوالمشروعات التربوية ، بل والاحتفاء بنجاحات المتعلمين المتحققة من وراء تطبيق تلك البرامج أو المشروعات والاشارة لهم بتقديمها في صورة سمنارات أمام أقرانهم المتعلمين داخل الفصل وخارجه.

وهنا أود أن أشير الى ملمح مهم في تخطيط تلك البرامج أوالمشروعات التربوية وتنفيذها إلى أنه يجب أن تركز الخطط التشغيلية في المدرسة على نشاط المتعلمين وتفاعلاتهم وليس على نشاط المعلم أو المدرسة ، ومرتبطة أيضا بالخبرات المعرفية المتحققة من المواد الدراسية وليس بعيدا عنها ليكون النشاط الذي يزاوله المتعلم انعكاس للخبرة المعرفية التي تحققت لديه في بيئات التعلم .

وبمعنى أخر أن يكون النشاط الذي يخطط له قائم على المتعلم ومعزز لتعلمه . وهنا يأتي دور القيادة المدرسية في المدرسة وفريق العمل المتمثل في مجلس المدرسة ولجنة التميز والجودة تصميم الخطط والبرامج والمشاريع الموجهة للمتعلمين بمشاركة معلمي المواد الذين يقودون عمليات التعلم داخل بيئات التعلم باعتبارها انعكاس لتوجهات الوزارة في خططها الاستراتيجية والتشغيلية .

وإذا كانت خطط وبرامج و مشاريع الوزارة او تلك التي يخطط لها في المدرسة بمثل هذه المواصفات على مستوى التخطيط والتنفيذ فإن المخرجات التعليمية لتلك البرامج أو المشاريع سوف تكون باذن الله تعالى على درجة عالية من التحصيل العلمي والمهاري ، وسوف تكون أيضا على قدر مطمئن في الجانب القيمي والسلوكي ، وإذا كانت مخرجات التعليم بتلك الكفاءة في جوانب نموها المختلفة فإنها باذن الله تعالى هي من سوف تصنع الفارق في تنمية الوطن وقيادة مقدراته المادية والبشرية .

كتبه / مدير ادارة الاشراف التربوي بصبيا علي بن طعنون النعمي