أكّدت دراسة بحثية حديثة، أن من الأسباب الرئيسية لمشكلات الوقف، وجود ضعف بالمعرفة الشرعية للوقف وكذا بالمعرفة القانونية، لافتة إلى أن اجتهاد بعض المحاكم الشرعية الذي لا يخدم الدور الاستثماري والتنموي للأوقاف هو أحد المشكلات الكبيرة.

وأوضحت الدراسة التي أعدتها لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية بالرياض، أن الوقف يعاني من مشكلتين إداريتين رئيسيّتين؛ هما قلة الخبرة والكفاءة الإدارية لدى إدارات الأوقاف، ما أثّر سلبًا في العوائد الوقفية.

وتوصلت الدراسة التي شارك بها 85 شخصًا ممن لهم علاقة بالوقف، توزعوا بين مدن؛ الدمام، الخبر، الأحساء، الرياض، بريدة، عنيزة، جدة، مكة، المدينة المنورة، إلى أن مشكلات الوقف ترجع إلى عدم تعامل إدارات الأوقاف بأسلوب الإفصاح عن حساباتها وميزانياتها. مشيرة إلى أن من التطبيقات المعززة لهذا الرأي وجود بعض مظاهر الفساد المالي في بعض الأوقاف لأسباب فردية في النظارة، وعدم تحرّي بعض الواقفين في اختيارهم للنظار ومجالس النظارة، وعدم وجود تشريعات مطمئنة لإدارات الأوقاف.

وأوصت الدراسة، بضرورة العمل على إعداد تشريعات وتنظيمات مطمئنة للواقفين والجهات الوقفية تحفزها وتلزمها بالإفصاح المالي، وفصل الجوانب الإدارية للأوقاف عن الجوانب الرقابية، ليبقى دور الوزارة والهيئة دورًا رقابيًّا على الأوقاف، دون التدخل في شأن الإدارة للأوقاف.

وبرزت -من خلال الدراسة- الحاجة إلى إيجاد تنظيمات وتشريعات تقضي بتكليف مدعٍ عامّ للأوقاف، ترفع عن طريقه الدعاوى لدى الجهات القضائية، إلى جانب اشتراط لوائح الحوكمة في شرط الواقف وتشكيل مجلس للرقابة ومجلس للنظارة.

وأوصت كذلك بوضع معايير واضحة ومنضبطة في اختيار إدارات الأوقاف، يراعى فيها توفر الكفاءة الإدارية، وحثت على إبراز النماذج الناجحة للأوقاف التي تعتمد المعايير المحاسبية والتحليل المالي والمحاسبي باستخدام النسب والمعايير والمؤشرات، وتفعيل الحوكمة ومجالس الرقابة على الأوقاف، واعتماد محاسب قانوني لكل وقف على حدة.

وتأتي هذه الدراسة بينما استكملت لجنة الأوقاف بالغرفة التجارية الصناعية في الرياض استعداداتها لتنظيم “الملتقى الثالث للأوقاف”، الذي يعقد قاعة الملك فيصل للمؤتمرات بفندق إنتركونتننتال الرياض 14-15 فبراير 2016، ويناقش الملتقى عبر خمسة محاور و15 ورقة عمل و4 ورش عمل، أنظمة الأوقاف، ومعوقات الاستثمار في القطاع وتنميته وتطويره، والإشكالات الإدارية.

ويتوقع المتابعون لواقع قطاع الأوقاف، أن الدراسة التي أجرتها لجنة الأوقاف بغرفة الرياض ستحدث أصداء واسعة في أوساط المشاركين في الملتقى، كون نتائجها لامست نقاطًا مهمة وقضايا حساسية في شؤون قطاع الأوقاف.