بالرغم من كثرة الصيدليات العامة إلا أن العنصر النسائي للعمل بها نادراً في ظل وجود كوادر وطنية مؤهلة، ومع أنه مجال لا يخلو من الوظائف المتاحة للخريجات إلا أن غياب دورهن الأساسي في الصيدليات العامة ظاهرة تقف خلفها العديد من التساؤلات.

التدرج في التأنيث:

و أوضحت لـمصادر اخبارية طالبة الماجستير في الصيدلة الإكلينيكية المبتعثة غدير عادل بأن الخيارات المتاحة أمام خريجة الصيدلة تتمثل في عدة جوانب منها العمل في صيدليات المستشفيات والإشراف على أدوية المرضى المنومين.

تأنيث الصيدليات العامة:

أشارت إلى أنه خيار لا مانع منه، خاصة مع نجاح تطبيق تأنيث المحلات التجارية في الأسواق، إلا أن تفعيله يتطلب مجموعة من الإجراءات الأمنية مختلفة المحلات التجارية، ويعود ذلك إلى ان الصيدليات متاحة على مدار اليوم.

وأضافت: “التأنيث يأتي بالتدريج، على النحو التالي: أن يقتصر عمل الصيدلانيات على فترة الصباح لفترة مؤقتة بعد ذلك يتم اختبار نتائج التجربة من ناحية أخلاقية عن مدى تعرض الصيدلانيات للمضايقات و من ناحية أمنية حول مستوى الأمان أو مستوى الخطورة عليهن أثناء عملهن، واذا أثبتت التجربة نجاحها ننتقل إلى الخطوة التالية .

وأكدت غدير أن تأنيث الصيدليات لا يعد المجال الوحيد الذي تقصى فيه الصيدلانيات عن المزاولة فمثلاً من خيارات العمل في الجمارك لمراقبة بضائع الأدوية .

وتابعت حديثها قائلة: “نحتاج إلى ضرورة تفعيل دور الصيادلة بالعيادات بحيث يشارك الطبيب في صرف العلاج المناسب للمريض”.

معطيات سوق العمل لخريجي الصيدلة:

من جهتها، ذكرت الأكاديمية بكلية الصيدلة في جامعة الملك عبد العزيز أمل الزهراني لـمصادر اخبارية إن عدد خريجات قسم الصيدلة في كل عام يبلغ 70 طالبة، ويعد هذا الرقم مقارنة بالدول الأخرى قليل إلا أنه يتوازى مع ما يوفره سوق العمل الذي يجب أن تقوم وزارة العمل بتفعيل دوره بصورة أكبر، وعن تأنيث الصيدليات أشارت إلى انها خطوة ممتازة قد توفر للنساء أريحية في الشراء وتمنح للصيدلانيات فرصة لكي يقمن باحتراف المهنة .

موقف وزارة العمل من تأنيث الصيدليات:

أوضحت وزارة العمل عن موقفها من تأنيث الصيدليات عبر تصريح وكيل الوزارة عبد المنعم الشهري الذي أكد أن الوزارة لم تلزم قطاع الصيدلة بتأنيث الوظائف في الوقت الذي لم تمنعه أيضاً، وأشار الوكيل إلى أن مهنة الصيدلة ليست من المهن التي يجب تأنيثها وقرارها مثل قرار محلات المستلزمات النسائية .

وأضاف الشهري: “أن الوزارة لا تمانع في حال رغب المستثمرون بتوظيف الفتيات في الصيدليات خاصة أن الوزارة وضعت شروطاً تنظيمية لعمل المرأة، وتشترط على المستثمرين الالتزام بتطبيق الاشتراطات التالية : حظر الخلوة , والاختلاط بين الجنسين في مكان العمل , واتخاذ التجهيزات والترتيبات اللازمة لتجنب وقوعها , وتوفير مكان مخصص للعاملات لأداء الصلاة والاستراحة ودورة مياه وحراسة أمنية , وأخيراً ان يتسم مكان العمل بالخصوصية والاستقلالية ناهيك عن حفظ الحقوق التعاقدية وضمانات نظام العمل” .

صيدليات نسائية:

أكدت أستاذة الدراسات الإسلامية بكلية الآداب بجامعة الملك عبد العزيز سارة روزي في حديثها لـمصادر اخبارية أن وجود الصيدلانيات في الصيدليات ظاهرة وجدت على نطاق ضيق في صيدليات المجمعات التجارية و يعود سبب ندرتهن أو انعدامهن في الصيدليات العامة بالرغم من أن الفارق ليس بالجوهري إلى طول ساعات العمل واضطرار الصيدلانية للعمل إلى ما بعد الـ 11 ليلاً مما سيعرضها ولو لنسبة بسيطة للمخاطر، وبعبارة أخرى: التزامات الصيدلية على المرأة اثقل من الرجل.

واختتمت روزي حديثها قائلة:” ان توفير صيدليات خاصة بالنساء قد يكون أكثر فاعلية من تأنيث الصيدليات نفسها فبيئة العمل التي تتعامل فيها المرأة مع نساء فقط خاصة في مجال البيع والشراء أكثر أريحية لها.”