يعيش الشاب صابر عبدالقادر مرارة الألم خلف القضبان بعد أن حُكم عليه بالقصاص، متفاجئًا باستيقافه من الجهات الأمنية، وتوجيه أصابع الاتهام إليه بقتل شخص في مشاجرة لم تدُم مدتها خمس دقائق، معتبرًا أن قصته في يوم قدره قلبت عليه الحياة رأسًا على عقب.

وأكد لـ“لمصادر اخبارية” المستشار عمر بن عبدالله الجهني، عضو اتحاد المحامين العرب رئيس مركز كوادر القانون، أنه تم نقض حكم القصاص الذي صدر في حق موكله صابر عبدالقادر من قبل المحكمة العليا.

وكانت القصة مجرد صدفة، كما يرويها لنا السجين صابر عبدالقادر، وهو يتألم.. يقول: بعد صلاة المغرب كنت أقود سيارتي، وكان بيني وبين المجني عليه مناوشات دون أسباب في أثناء خروجنا من نفق الملك خالد، وحين تجاوزت بسيارتي سيارة المجني عليه، كان هناك احتكاك غير مقصود، وأوقف كل منا سيارته، ولم يكن في الحسبان، ولم أفكر أنا أو المجني عليه أنها وقفة الموت، وأنها دقائق ستغير حياتي وتنهي حياته.

واسترسل الشاب صابر: نزل كل منا إلى الآخر، وحصل شجار لم يتجاوز دقائق بيني وبين المجني عليه، رغم أننا لا نعرف بعضنا، ولا تربطنا علاقة صداقة ولا عداوة، فنزل المجني عليه بحديدة في يده اليسرى، ونزلت بسكين صغير، وكنت أتفادى أن يضربني المجني عليه بما يحمل، وقد وجّهت ضربة إلى يده التي فيها الحديدة وانتهت المضاربة، وغادرت الموقع، ولم أعلم أن خصمي قد مات، وبعد أن اتصلت الجهات الأمنية بي وذهبت إلى مركز الشرطة على أنها مشاجرة، ولم أكن أتوقع أن أتلقى الخبر الذي غيّر حياتي بأن من تشاجرت معه قد فقد الحياة.

وتابع: والحقيقة على قدر ما أنني متأكد أني لم أكن السبب الوحيد في قتله، ولم تكن لديّ النية في إزهاق روحه، إلا أنني أتأسف على المجني عليه، وأتأسف على أسرته، وأطلب منهم أن يعفوا عني لوجه الله.

وأكمل المحامي الجهني حديثه لـ”لمصادر اخبارية” أن الحقيقة التي كانت من أسباب نقض الحكم، والتي دفعنا بها هو التقرير الطبي، وذلك أن هناك ملابسات ووقائع مثيرة قد تكون مسببات للوفاة، ومنها ما صدر في تقرير الطب الشرعي أن المجني عليه كان يعاني من الضغط والسكر، ووجد في عينة الدم أنه يستخدم كبسولات جوسبرين الأطفال مسيل للدم، والتي يظهر تأثيرها في النزيف الذي كان مصدره من العضد الأيسر، بعد أن قام الجاني بطعنه طعنة واحدة بسكين صغير، وقد ذكر في التقرير الطبي أنه من الممكن أن يتسبب النزيف بالوفاة إذا لم يتم التدخل الإسعافي للمصاب ووقف الـنزيف، وما ذكر أن المجني عليه كان يتحدث وهو ممسك بيده ولم يسعفه أي شخص فترة من الزمن، وتأخر الهلال الأحمر، وهذا يتضح من التقرير الصادر من قبل الجهات الأمنية أن رجل الأمن استجوب القتيل قبل وفاته، وأخبره بكل المعلومات، وهناك ما جاء بأن الإسعاف لم يكن مجهزًا بجهاز الإنعاش للتنفس الصناعي، وهذا يتضح مما جاء في التقرير الطبي الشرعي بأن المجني عليه مصاب بكسور في ضلوع القفص الصدري، وهذا من جراء عملية الإنعاش القلبي والرئوي كتدخل طبي من المسعفين لإنقاذ حياته، وأن هناك وجود تغيرات دهنية في الكبد.

وطلب الجاني السجين صابر عبدالقادر من أهل الدم العفو عنه والإفراج، وأن يرحموا حاله، خصوصًا أنه لم يكن يقصد ذلك، ولا يوجد بينه وبين ابنهم أي علاقة أو صلة من قبل.