كل تباين واختلاف في المواقف او وجهات النظر ضمن حدود المنطق والعقل بعيداً عن التشنج أو الفجور في الخصومة فإنه تباين لا شيء فيه ولا غبار عليه ما دامت القلوب لدى كل طرف صافية والنوايا اكثر صدقا وبالتالي فإن جسور العلاقة وسط هذه الأجواء تكون ذات مناخ معتدل والعلاقة تبقى محفوظة داخل القلوب لا تؤثر فيها رياح الخلافات ولا التطرف في المواقف حتى لا تصل إلى القطيعة وبالتالي ضياع الأمور وتهاوي الجسور التي لابد من الحفاظ عليها متينة راسخة حتى وان بلغ الخلاف ما بلغ فإن الأصل أن يكون خلافاً أخوياً غايته المصلحة العامة في ضوء ما يراه ويعتقده كل طرف بعيداً عن التجريح.
إن ما يحدث في تويتر من فجور للخصومة أمر محزن خاصة من رموز معينة أو أتبعاهم الذين تراهم في أكثر الأحيان لينين الجانب وعند الخصومة يفجرون على خصمهم وأمام الجميع بكل وقاحة هؤلاء الرموز يتوسطون حساباتهم العامرة والصبية «المتابعون» يتحلقون حوله لا يرون إلا ما يراه ولا يتلقون إلا ما يقول من ردح وقدح لفلان إن مدح مدحوا معه وإن ذم ذموا على ذمه وزادوا المكيال فينطلقون بكل ما خف وزنه وثقل مضمونه من سباب وقذف وبذاءات ضد كل من يخالف رمزهم أو ينزل من قدره أو يحيد عن أيديولوجيتهم بفوضى لفظية غير مقيدة لا دينا ولا خُلقاً ولا إنسانية.
تجد النخب المثقفة والمفكرين ورموز المجتمع هم أول الصيد الذي يفتح شهيتهم فيسددون السهام الملغمة ضدهم وضد محبيهم ولكم أن تتخيلوا كم هو مؤذٍ أن يتلقى الإنسان طعناً في عرضه أو دينه فما بالكم إذا كان ذلك الشخص سوياً ومعروفاً أو امرأة عفيفة وهذا ما يحدث فعلياً لدرجة انسحاب البعض وإغلاق حسابه أو اللجوء للقضاء بحثا عن الحق الذي فقد داخل أروقة “تويتر”

أما الفئة المستهدفة الأخرى فهي فئة المشايخ المعتدلين وأصحاب الرؤى المختلفة نسبياً والمنفتحين على قضايا المجتمع الذين لم يسلموا هم أيضا من البذاءات والعنصرية لدرجة المعايرة باللون والعرق كما حدث ضد الشيخ عادل الكلباني عندما كتب تغريدة ذكر فيها أن السينما أفضل من مقاهي الشيشة لتنهال عليه الشتائم من صغار العقول ومن هم محسوبون على رجال الدين وهم أبعد الناس منه في صورة مقززة للتعصب والعنصرية المقيتة وهذه من حسنات موقع التواصل الاجتماعي تويتر الذي فضح بعض من نراهم أنهم أصحاب دين وخلق.

ختاماً:
قال صلى الله عليه وسلم “إن أقربكم مني مجلساً يوم القيامة أحسنكم أخلاقاً”