تعتبر مهنة المعلم من أشرف المهن التي يقوم بها الإنسان يقول تبارك وتعالى): قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ)، فالمعلم هو الشخص الذي ينشئ أجيال واعدة متعلمة ومثقفة، فعندما يقف المعلم في الصف فإنه يعطي علمه لعشرات الطلاب وليس لطالب واحد، لذا فإنّ تأثيره على المجتمع سيكون كبيراً من خلال التأثير على عقول ذلك العدد الكبير من الطلاب، فالمعلم قبل أن يعطي علمه لتلاميذه فهو أيضاً يعلّمهم الأخلاق الحميدة، ويهذب طباعهم، ويجعل منهم أشخاصاً ذوو هدف في هذه الحياة، وينير عقولهم ليفكروا بطريقة صحيحة وإيجابيةّ، ولكشف الحقائق أمامهم، ، فالمعلّم يولد الأمل لدى طلابه ويجعلهم أكثر يقيناً بأنّهم هم بناة المستقبل وذلك من خلال استخدام المرونة في طرق التدريس , ملاحظة العالم من وجهة نظر المتعلم, تقديم تعليم شخصي مباشر يخاطب المتعلم, استخدام التجريب, إتقان مهارة إثارة الأسئلة, معرفة المادة الدراسية بشكل متقن, إظهار الاتجاهات الودية نحو المتعلم , إتقان مهارات الاتصال والحوار مع المتعلمين, يسهم المعلم في ترسيخ مفهوم المواطنة وخاصة المواطنة الرقمية في وقتنا الحالي لدى الطلاب وغرس أهمية مبدأ الاعتدال والتسامح والتعايش بعيداً عن الغلو والتطرف ونشر الاشاعات والفتن , فالمعلم قدوة لطلابه خاصة وللمجتمع عامة.
فالمعلم يدرك أنَّ الرقيب الحقيقي على سلوكه بعد الله سبحانه وتعالى، هو ضمير يقظ وحس ناقد، وأنَّ الرقابة الخارجية مهما تنوعت أساليبها لا ترقى إلى الرقابة الذاتية والخوف من الله قال صلى الله عليه وسلم ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرضين حتى النملة في جحرها وحتى الحوت ليصلون على معلم الناس الخير).