الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس25 ابريل

نبع الطوفان (1)

منذ 8 سنة
1
1916

الطوفان المقصود به الارهاب .. إنه اجتماعنا ومجتمعنا من جديد .. إنها تتطلب شجاعة مفقودة وصراحة ومصارحة بالحقيقة والواقع كي لا نخسر الحاضر والمستقبل .. هذا إلى الذين يحبون الحقيقة والذين يكرهونها أيضاً لكن الحقيقة لا تحمل أو تبطن ضغينة لأحد.

لا يصح أن نُشيد طريق المستقبل فوق أو على حافة هاوية .. إننا ورثنا أرضاً مملوءة بالألغام .. لا في العالم العربي فقط ولكن في العالم الاسلامي وحيث يعيش ويتعايش المسلمون. والسؤال ماذا حدث للشباب؟ ومن هم هؤلاء الشباب؟ وهل هناك من يستغلهم؟ أم هذا من ضيق أفق! وضيق عقل! وضيق صدر! أم من جهل وفقر! أم من حاجات وضرورات مفقودة! أم من قهر وظلم وتسلط! أم من بغي وجور وعدوان! أم من تفاوت وغياب للعدالة! … أم من هذا وذاك كله؟!

إنه وارد من كل مجال من السياسة ، ومن الاقتصاد ، والتربية والاجتماع ، ومن منظومة العدل والتشريع .. معلوم أننا إذا أردنا البناء فلابد من نبش الأرض وتنظيفها وتنقيتها وتسويتها وهذا هو المطلوب قبل أن نضع حجر واحد من أحجار الأساس.

ولابد أن نحذر لأن البناء كله والمطلوب تأسيسه مرتبط بمنظومة وسلسلة السلوك والأخلاق ونفسية الشباب.

وكما لكل طوفان مورد ومنبع ، لابد من معرفة المنبع قبل المجرى والمصب ، والمصب هنا هو الحدث أو الحادثة. فمع الأحداث نجد الكل يحلل الحدث وشكله وموضوعه ويذكر ضحاياه وخسائره ، ويحلل ردود الأفعال والفعل ولا يذهبون بعيداً لتحليل الدوافع أصلها ومكمنها وأسبابها .. الكل يعالج الأعراض بدون الامساك بالمرض.

الحدث أو الحادثة التي تسمى “الارهابية” عَرَضْ ، صورة من صور آثار المرض ، والطبيب الماهر الحاذق النابغ يبحث عن المرض كي يعالجه فهو لا يعالج العَرَضْ. وأكبر مرض ابتليت به أمتنا الاسلامية هو الزيغ عن أخلاقها ومبادئها ، فقد زاغت الأمة يوم زاغ فهمها واصطبغ بآراء ومقالات أنصاف العلماء ، وفقدنا الرغبة في استشراف الحقيقة ببساطة وبدون تعقيد وفقدنا التحلى بالشجاعة في تقبلها.

اللعبة الخطيرة التي نمارسها في بلادنا هي لعبة أسميها لعبة “المسافات” ، وهي لعبة كبيرة يلعبها فريقين.

وللحقيقة ومن أجل الحقيقة أقول لك عند قراءة مقالاتي لا تقفز لنتيجة عني أو عن شخصي وتبحث في توجهاتي .. فأنا بكل شجاعة أقول لك أنني ليس لي إنتماء إلا إلى “الدين القيم” وللعروبة وللوطن .. فأنا رجل وطني لا أتبع فكرة فلسفية – أيدلوجية – لاشرقية ولا غربية ، ولا اشتراكية ولا اجتماعية ، ولكني أحب تراثنا ومبادئنا السامية وأحب ما فتح الله به على الإنسان من علوم إنسانية وعلمية حديثة. أنا عبد من عباد الله المؤمنين بالغيب وبما أنزل على رسوله عليه الصلاة والسلام وما أنزل من قبله على رسل الله وموقن بالآخرة ، خاضع لأمر الله ما أريد إلا أن أرى الحقيقة وأفصح عنها وما أريد إلا الاصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب.

وإن شاء الله في المقالة القادمة نبين لكم ما هي لعبة “المسافات” ومن هما الفريقين؟ “وَاللَّهُ يَعْلَمُ الْمُفْسِدَ مِنْ الْمُصْلِحِ”.

التعليقات

j
jamalco عدد التعليقات : 5962 منذ 8 سنة

لايتوقف الإرهاب على حد البندقيه والتفجير بل أشد وطأه الفكر التكفيري ومافيا الإرهاب مصادرة رأي الآخر ولكي الكلام إفهمي ياجاره

اترك تعليقاً