الاعداد السابقة للصحيفة
الجمعة26 ابريل

خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض

منذ 9 سنة
0
2063
خطبة الجمعة من جامع الإمام تركي بن عبدالله بالرياض
الرياض

أوصى فضيلة عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز آل الشيخ المسلمين بتقوى الله تعالى وأخذ العبرة من تصرم الليالي والأيام وتقلب السنين والأعوام والاستعداد للرحيل بالعمل الصالح الاستقامة لله تعالى .

وقال في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بجامع الإمام تركي بن عبدالله في الرياض إننا سنودع عاما ونستقبل آخر، قال الله سبحانه وتعالى (( إن عدة الشهور عند الله أثنى عشر شهراً في كتاب الله يوم خلق الله السماوات والأرض منها أربعة حرم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة ))، فبين الله سبحانه وتعالى أن عدة الشهور اثني عشر شهراً وأنها أشهر قمرية ، أربعة منها حرم نهى الله عن ظلم الإنسان لنفسه بفعل الآثام والمعاصي، ولذلك يقول صلى الله عليه وسلم في حديث أبي بكر رضي الله عنه // أن الزمان استدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض السنة 12 شهرا منها أربعة حرم ثلاثة متتاليات ذي القعدة وذي الحجة ومحرم ورجب // والرابع الذي بين جماد وشعبان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أي شهراً هذا قلنا الله ورسوله أعلم .

فسكت حتى ظننا أنه سيسميه بغير اسمه قال ذي الحجة قلنا بلى ثم قال أي بلد هذا فقلنا الله ورسوله أعلم فسكت حتى ظننا أنه سوف يسميه بغير اسمه قال أليست هذه البلدة قلنا نعم ثم قال أي يوم هذا قلنا الله ورسوله أعلم، أليس يوم النحي قلنا بلى قال إن دمائكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا في بلدكم هذا في شهركم هذا فلا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض فليبلغ الشاهد الغائب اللهم هل بلغت اللهم فأشهد //، مشيرا إلى أن في هذا الحديث ودع النبي صلى الله عليه وسلم أمته كما ودع عامه ونحن نودع عامنا كما ودعنا موسم حجنا .

وأضاف الشيخ عبدالله آل الشيخ أن خطابه صلى الله عليه وسلم كان قبل أكثر من 1400 سنة قرب الكعبة ليبين حقوق الإنسان ويرسى دعائم الحرية ونبذ الظلم والاستبداد، وتحريم الدماء والربا وحفظ حقوق النساء في خطاب لا يزال يتردد صداه إلى اليوم ، حيث أدرك النبي صلى الله عليه وسلم أن أجله قد اقترب وأن أمته التي أسسها هي جزء من رسالته التي أصبحت راسخة على الأرض، وتقام جماعات الصلاة خمس مرات في اليوم قبل شروق الشمس وبعد غروبها وعند الزوال وقبل الأصيل، مفيدا أن خطابه صلى الله عليه وسلم إرشاداً ومحبة لأمته، حيث قام صحابته رضوان الله عليهم ومن بعدهم بنشر الدين في أرجاء المعمورة، فامتثلوا لأمره صلى الله عليه وسلم .

وبين الدكتور آل الشيخ أن الوصايا التي أودعها النبي صلى الله عليه وسلم في ضمائر الأمة جاءت بأسلوب سهل موجز هو أهدى من المواثيق الدولية الرنانة, بعدم التقصير في جنب الله واجتناب الظلم الذي يعود بالوبال على صاحبه , حيث بين سبحانه وتعالى في كتابه العزيز ونبيه صلى الله عليه وسلم في الحديث السابق أن أعظم الظلم هو الشرك بالله سبحانه وتعالى (( يا بني لا تشرك بالله إن الشرك لظلم عظيم )، قال تعالى (( إنه من يشرك بالله فقد حرم على الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار))، فالله هو الذي خلقنا ورزقنا وأوجدنا من العدم وربانا بالنعم فكل شي له خاضع وكل فضل له راجع .

وأشار إلى أن ظلم الإنسان نفسه بتقحم الآثام والتهاون بالواجبات يعرضه للنار وإلى غضب الجبار، مبينا إن انتشار المعاصي والمنكرات من غير إصلاح ولا نكير يؤدي إلى انتشارها وعموم البلوى يقول الله سبحانه وتعالى (( وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد )) .

وقال فضيلته “إن الظلم ظلمات يوم القيامة وإن من أعظم الظلم ظلم الإنسان لغيره وذلك بالتعدي على الغير وظلمهم وأشد ذلك إذا كان الظلم ظلم الأقارب كالأهل والأولاد والبنات والأخوات ويكون ذلك بظلم الضعفاء من الخدم والعمال، إن بعض الناس إذا أحس بقوة وجاه فإنه يظلم غيره قال تعالى (( كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى إن إلى ربك الرجعى )) ففي هذه الآية تثبيت للمظلوم وموعظة للظالم” ، مبينا أن الله سبحانه وتعالى يرفع دعوة المظلوم فوق الغمام، يقول سبحانه وعزتي وجلالي لا نصرنك ولو بعد حين والقصاص قد يعجله الله وقد يؤخره, وإذا وقع القصاص صار مهول قال تعالى (( ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار مهطعين مقنعي رؤؤسهم لا يرتد إليهم طرفهم وأفئدتهم هواء )).

وتابع الشيخ عبدالله آل الشيخ في خطبته أنه في تجدد الأزمنة والأيام عبرة للمعتبرين فينبغي على المسلم أن يراجع نفسه لأنه سائر إلى ربه فملاقيه فمعطيه كتاباً لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها قال تعالى (( ووجدوا ما علموا حاضراً ولا يظلم ربك أحدا ))، وها نحن ودعنا عامنا هذا بما أودعنا فيه من أعمال إما أن تكون شاهدة لنا أو شاهدة علينا يقلب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرة لأولي الأبصار, قال تعالى (( هو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا )).

وأضاف فضيلته أن إبن كثير – رحمه الله- قال إن الله جعل الليل والنهار ميقاتي المؤمن للعمل فمن فاته عمل بالليل بالنهار أدركه, ويقول صلى الله عليه وسلم // إن الله يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل // ، ولذلك يقول قتادة رحمه الله إن الليل والنهار مطيتان تقربان كل بعيد وتبليان كل جديد فأروا الله من أنفسكم خيرا, ويقول على بن أبي طالب رضي الله عنه إن الدنيا ارتحلت مدبرة وارتحلت الآخرة مقبلة ولكل منهم بنين فكونوا من بني الآخرة ولا تكونوا من بني الدنيا .

وفي ختام الخطبة أكد فضيلة عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن الواجب على الجميع معرفة أن أمن بلاد الحرمين مسؤولية الجميع وأنه لامساومة على ذلك تحت أي ظرف وتحت أي سبب ، مشيرا إلى أن الضربة الاستباقية التي قام بها رجال الأمن في الأسبوع الماضي دليل على يقضتهم واهتمامهم وأنهم عيون ساهرة لأمن هذه البلاد, لقد انكشفت البينة لهذه البلاد مخططات أعدائهم، لافتا النظر إلى أن هذه المخططات تستهدف زعزعة هذه البلاد وزعزعة وحدتها وإحداث الفوضى بها.

وأضاف أن مايقومون به من استغلال لضعاف النفوس بإدخالهم في معارك عبثية , لقد تبين ذلك ولقد اتضح الأمر أكثر من ذي قبل، ويجب التأكيد على حرمة دماء المسلمين والمستأمنين والذميين, يقول الله سبحانه وتعالى (( ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما “، ويقول صلى الله عليه وسلم “من قتل معاهداً لم يرح رائحة الجنة ” .

التعليقات

اترك تعليقاً