أكدت اختصاصية التوحد والاضطرابات السلوكية هدى بنت عبدالله الحيدر أنه يجب التركيز على مجموعة من العوامل التي تلعب دوراً مهماً في عملية تدريب طفل التوحد، وهي سن الطفل عند بدء التدريب، ومستوى ذكاء الطفل، والخبرات السابقة التي تعرض لها، ومستوى ثقة الوالدين وتعاونهم (الأسرة بشكل عام)، كما إنه من المهم في تدريب مثل هذه الحالات التركيز على الأساسيات في حياة الطفل حتى يحقق التدريب مهامه بشكل صحيح وسريع أيضاً.
ولفتت الحيدر إلى أنه من الضروري جداً تحديد سقف التوقعات، وعدم الإسهاب كثيراً بتوقع ما لم يمكن أن نصل إليه، بسبب وجود بعض المشاكل لدى الطفل، فليس من المفترض أن يدرب الطفل على النطق والتخاطب قبل أن يزيد لديه التواصل ويقل النشاط الحركي، ويستطيع الاستجابة للمهمة وتقبل التدريب، مؤكدة على أهمية إغداق الحب والعاطفة على الطفل عند تدريبه وعدم تجريد التدريب من ذلك، فالطفل ذو التوحد يدرك ومن خلال عبارات وتقاطيع الوجه مشاعر الطرف الآخر، ولكنه يخفق في عملية التعبير والتواصل لهذا الفهم، فاحترام كينونة الطفل وتشجيعه من أقوى أسباب تقبله لمن يقوم بتدريبه.
وشددت على أنه عند تدريب طفل التوحد، من المهم جداً أن نبدأ بما نراه في صالح الطفل، وليس ما يتم الاتفاق عليه كخطة ثابتة للطفل، فيجب أن ندرك إدراكاً تاماً أنه لا يوجد حالتان متشابهتان مهما كانت نقاط القوة والضعف عند كل منهما متشابهة، كما يجب إفراد التدريب دوماً مع ذوي التوحد فهو أنجح طريقة وأسرع لعملية الاكتساب، مشيرة إلى أن عملية الاكتساب تحتاج إلى توثيق دائم، فمعظم ذوي التوحد يعانون من التشتت وسرعة الفقد، فيجب الحرص عند التدريب أن التواجد في أقل البيئات تعقيداً وإثارة للانتباه لضمان تركيز الطفل.
التعليقات
اترك تعليقاً