الاعداد السابقة للصحيفة
الجمعة26 ابريل

سيدي:المآذن تنتخيك

منذ 9 سنة
0
1215

الله أكبرتفتقت بها شفتا بلال،الله أكبر أزهرت وأنورت بها التلال،آيات تنضح المسك والعنبر في وجه الصباح،تطرز بالنور شال الليالي والوشاح،تعمرالكون تبهج الأرواح،الله أكبر ما أحيلاها من كلمات ملاح.

سيدي سلمان:والذي بالملك حلاك،وبالجاه أعلاك،وبالسلطان أولاك،لو وضعتم في كفة وحياتي وآلي في أخرى لفديت روحك،وارتضيت رجوحك،فأنتم أكسيرحياة الوطن، ونبض في كل قلب سكن،رايتكم توحيدالجلالة،وسيف صقيل والمآذن قنوت عن يمينه وشماله،تلك المنابر البلقاء،والمحاجر الحسناء،ورسل الأرض إلى السماء،دك بها عبدالعزيز يرحمه الله الحصون،أنبت بها أسلافكم الغصون،وسعت ببيعتنا إليكم،وألقت بخالص دعواتنا عليكم، مآذننا سلاح ردعنا الفتاك،قصمنا بها ظهر صدام،وأزهقنا كيد الملالي في اليمن والشام،فكيف ياسيدي يكون الجزاء وأنت الحبيب الأريب والإمام؟

كيف يكون الختام تكميم أفواهها عن عشقها الأبدي، أو شنقها واقفة يا معتمدي؟! ألم ترها مليكي ترقي البلاد من الأحقاد بالآيات،وتغسل بسلسبيلها العذب أدرااان القنوات؟!

مآذننا تمد أياديها تبني لنا صرحا نعرج فيه خمسة أوقات،تلملم بجندها الشتات،الملك لله ثم لعبدالعزيز آل سعود منها صدر،فعم الحجر والشجر،وارتوى بنبعه الثرالطين،وهل المطر. سيدي سلمان السنة والأعنة:طفلتي منذ أيام تلتقيني كعادتها عقب كل صلاة على باب المنزل لتسأل بلسانها البريء تقول:(آصليتم؟)،فأقول لها:صلينا،فترد منكرة: ما سمعت(الله أحد)!،فلا أقوى جوابا،وأغمض عيني على عبرة خانقة لا يقطعها إلا وخز سؤال شيخ بتول يقول: ما ذنب الجن والحيوان وأنفاس الزهروزنابق الورد تمنع عنهم الحياة؟! وكلما أغدو وأروح يتقافز أمامي عشرات الصبية والشباب فأقول مع حبي وخوفي عليهم:أين أنتم صلاة…؟ فيجيبون:لم نعد ندري أوقات الصلاة!

أواه من دمعة جدة مهراقة،وبحة صوت أم متهدج يسل سلاح الألم لينكأ ما بقلبي بالقول:صلوا في البيت معنا دعونا نسمع نغمة الآيات،نتذكر أن كتاب الله لايزال بين أيدينا!! سيدي:كيف يفزع الإنسان من أنس ربه؟!كيف يرى في آيات خالقه شبحا يغتال حلمه!!يعذب طفله!!يقض مضجعه؟!!،وأنى لنا من دقائق معدودة في أوقات محدودة تتجلى فيها آيات مشهودة أن نتأذى منها وقد أظهرنا الله بها وفيها الخير والشفاء؟!!

سيدي:إن النشاز إن شكى فليس إلا لوحي شيطان،ليطمس معالم الزمان والمكان، فكيف إن أطعناه فعطلنا أيادي الضراعةبين الأرض والسماء وحجبنا عن أسماعنا القرآن؟!

سيدي:المآذن وكل من ألقى السمع وهو شهيد ينتخيكم ينتخيكم أن تعيدوا الأرواح لأجساد المساجد فتسمع بالقرآن قلوبا علا صدؤها،وتشق أسماعا زاد صممها،وتطرق أبواب قلوب استحكم رانها،وترد لنا الأمان في عصر عم فيه الفساد البر والبحر والجو، فهل يامولاي إلى مرد من سبيل؟

مليكي وحبيبي: يبدأ الموت من الأطراف وينتهي بالقلب،فما العمل حين يقول من قال:وما ينطبق على مئذنة مسجد كذا وكذا يتوافق مع الحاصل من مآذن الحرمين الشريفين! إن عجلة الضلال لا تتوقف،وكرة ثلج الانسلاخ إن تدحرجت زادت جموحا،وإن دخلت إصبع دخلت أربع! ياحزم أمته وعزم شعبه وقلب محبه:أتشرف بخطابك،ولا يضيرني الوقوف ببابك،فالمطية من ركابك،والزوادة من معينك،واليد من يمينك،وما أنا إلا ابن نشد أباه،يهبه العمر إن دعاه،أنقل صلاح سلف،ونجاة خلف،حولكم طولي وطيبكم قولي،أدام الله عزكم ووطد ملككم وجملنا بكم وبنا شد أزركم وأعلاكم وهو يرعاكم.

التعليقات

اترك تعليقاً