الاعداد السابقة للصحيفة
الجمعة29 مارس

أكبر ما يفرحه أن يُضاء بيته !!

منذ 9 سنة
1
1197

أذكرُ قبل اثنين وعشرين عاماً كتبتُ مقالاً في مجلة ( الدعوة ) وكنت وقتها خريجاً من الثانوية العامة ، كان المقال يتحدث عن مشاهدة أنجبت ذاك المقال ، والمشاهدة باختصار رجلٌ من جنسيةٍ آسيوية يأخذ بقايا خبز قد يبست ويضعها في كأس من ماء ( برادة ) لتلين ثم يأكلها ، وهذا الآسيوي من العمالة الذين ينتظرون لقمة عيشهم في قارعة الطريق .

أثر فيَّ ذاك المنظر وكتبت حينها شعور ألمي لحاله وشعور إسراف بعضنا في الطعام دون وعي ودون نظر في حال كثير من المساكين والفقراء والذين لا يسألون الناس تعففاً وحياء.

الذي ذكرني بهذا المشهد أرتال الأطعمة التي تحتضن أغلبها (حاويات النفايات ) وليت تلك الأطعمة كانت لإطعام مسكين أو لإغاثة ملهوف أو لإقامة موائد التآلف والتواصل ، لكن ما يدمينا أن بعضها للكبر والتنافس على مدح الناس وثناءهم والحضوة من شعرهم ونثرهم .

الكرم يا سادة إن لم يكن دافعة بذل المعروف والإخلاص لله فوباله على صاحبه كبير ، وجرمه عظيم ، وثناء الناس عليه لن يشفع لصاحبه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، الكرم يا سادة حين تبذل المالَ لمن يستحقه دون تردد أو من أو كل احتساباً لوجه الله تريد رضوانه وجنته .

لنجرب حفظ النعمة ، لنجرب إسداء المعروف ، لنبتعد عن موائدٍ ليس هدفها إلا إطراء الحضور ، لنتذكر أن هناك أقواماً يعيشون بيننا ليس عندهم قوت يومهم ، لنعلم أن ربنا سيسألنا يوماً عن (مالنا من أين اكتسبناه وفيما انفقناه) .

وهنا وقفة لعلها تحيي قلوباً بيضاء وأنفساً غراء ، هذه الوقفة أني زرت رجلاً حكى قصة فقير بإحدى القرى جلس في إحدى المقاهي الشعبية يحتسي الشاي كسيراً حسيراً متألماً ، يقول جئت إليه وسألته عن حزنه فقال كل بيوت القرية قد دخلها الكهرباء إلا بيتي ، فوالله لا أستطيع أن أدخله لقلة ذات يدي ، يقول ذاك الرجل فجمعت له مالاً من أهل الخير وسدد عنه رسوم دخول الكهرباء بل ومبلغ ادوات الكهرباء وتركيبها ، ثم اطرق من يحدثني وبكى ، وقال يا أبا عمر نحن نتقلب في النعمة وهذا رجل أكبر ما يفرحه أن يُضاء بيته ، وأنا أقول غير هذا الرجل رجال كثر وبيوت أكثر تنتظر رجلاً كريماً سخياً يبذل المعروف قربة لله فحبذا أن تُشمر السواعدُ للبذل فالمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا .

التعليقات

ص
صالح الغامدي عدد التعليقات : 1 منذ 9 سنة

شكرا لموضوعك الجميل ابو عمر واتمنى لك التوفيق

كتب ذاك المقال وكان ما كان في تلك الحقبه من الزمن وكتبت الان هذا المقال وانت ترى الفرق في وقتنا الحالي عنه في الفترات السابقة.

هل من فرق بين الفترتين؟
سأجيب
هناك فرق ولن للاسواء كنا نبذر واصبحنا نبذر بشكل اكبر ولم نستفيد من هذه المقالات والكتابات في هذا المجال، انا لا اقصدك بعينك عزيزي ابو عمر ولكن كل من كتب في هذا المجال.
كثير من الدول الغربية يغرمون عند التبذير ولدينا ليس من نظام يؤدب صاحب هذا السلوك.

لماذا لانتحرك ونشارك في سن قانون لمحاسبة من هذا فعله بدلا من النشر والكتابه الغير مجدية في هذا الموضوع.

ولك تحياتي
ابو دينا

اترك تعليقاً