لعمري كم بات الخطاء شيء مقيت ويبعث على الاشمئزاز, وكأننا لسنا بحاجة للآخرين , كثر اللمز والهمز والقيل والقال, كثر الشك واللبس والتعدي على الآخرين , ما طلع الفجر إلا بباب كل منا صاحب مظلمة , وما غربت شمس ذلك اليوم إلا وغاب الحب والود بيننا . لا تدع للأخطاء باب تدخل منه لتهدم العلاقة بينك وبين الآخرين , ما أدراك أنك ستعيش لغد ؟. يقول براتراند راسل ( الحياة أقصر من أن نقضيها في تسجيل الأخطاء التي ارتكبها غيرنا في حقنا , وفي تقوية روح العداء بين الناس ) .
لا تصاحب ذوو النفوس الدنيئة , ولا ترقب الخير منهم , لأنهم تربة غير خصبة , ثمارها الشوك والمر والعلقم , بل ابتعد عنهم بآلاف الكيلوات , واصبر على أذاهم , لأنه قيل : من يناقش الأحمق عليه أن يتحمل إجابته . وما أجمل أن نتفنن في التعامل مع أخطاء الآخرين , سواء بالقول أو الفعل , ( يقول سقراط : لا تردن على ذي خطأ خطأه , فإنه يستفيد منك علما , ويتخذك عدوا ) . لا تجعل لسليط اللسان عليك بابا , بل اعف واصفح عنه , ليس خوفا منه , بل من عفا وأصلح فأجره على الله . المجتمع لا يخلو من هذا وذاك , وليس عليك الرحيل وترك الواقع الذي يعيش فيه هؤلاء الدبش و السمرمد , بل لابد من التعايش معهم, والصبر على أذاهم , يقول ميخائيل نعيمة ( من كان لا يبصر غير محاسنه , ومساوئ غيره فالضرير خير منه )
ختاما لا تجعل الحقد والبغض يسكن في قلبك على من أخطاء عليك , بل التمس له العذر , وادفع بالتي هي أحسن , تكسب وده وتطفئ غضبه , و دائما يقولون دام تمشي مشها .
التعليقات
هل تعرف معنى الدبش والسمرمد …..وما وجه الاعتراض في اقتباس هذه الكلمتين في المقال ….أنا قرأت المقال ولم أرى فيه أي تعارض … نشكر الكاتب على مثل هذه الكلمات الراقية
فعلا كلمة(الدبش السمرمد) اساءة للمقال
مع العلم ان المقال رائع جدا
وهنا اجد علامة استفهام في هذه الكلمات
لان الكاتب ارتقى بالمقال
واساء الى هذه المفردات
ما شاء الله مقال جميل وفكرته رائعه
ماكان بودي أن تدخل هذه المفردات لمقالك الاكثر من رائع
( الدبش و السمرمد ) موغلة في المحلية والتهكمية ولا أراها تتناسب مع مفردات المقال
لا من حيث اللغة ولا من حيث الفكرة والمعاني الراقية
اترك تعليقاً