"روحاني" يصرخ : ستندمون على أسعار النفط

وكالات
يبدو أن إيران بدأت تستشعر بشكل أوضح، الخطر الذي يسببه التهاوي المتسارع لأسعار النفط العالمية، وهو ما جعل الرئيس الإيراني، حسن روحاني، اليوم الثلاثاء، يهدد بشكل صريح السعودية والكويت، من خلال كلمة متلفزة، بأنهما ستندمان على قرارهما عدم خفض الإنتاج النفطي، مشيراً إلى أن الجميع سيعاني مثل إيران بفعل هبوط الأسعار.
وتأتي هذه التصريحات في ظل تهاوٍ متسارع لأسعار النفط العالمية، إذ واصلت أسعار النفط خسائرها، وتراجع خام برنت وخام غرب تكساس الوسيط إلى أدنى مستوياتهما في نحو ست سنوات، وهوى السعران القياسيان نحو 60% منذ يونيو الماضي.
كما تأتي تصريحات الرئيس روحاني، في ظل حشد إيران لأوراقها في المنطقة، حيث تؤكد تصريحات لمسؤولين أمنيين في اليمن، أن جماعة الحوثيين- الموالية لإيران- تستعد بكل طاقتها لاقتحام محافظة مأرب النفطية، شمال شرقي البلاد، والقريبة من الحدود السعودية، وهو ما يراه محللون بأن إيران ستقوم باستخدام ورقة الحوثيين لتضييق الخناق على السعودية، في ظل حرب نفطية قد تقود إلى مواجهة تستخدم فيها جميع الأسلحة.
وتزداد معاناة إيران من تهاوي أسعار النفط، في ظل الحظر القاسي بسبب برنامج البلاد النووي، وهو ما يعني دخول الاقتصاد في مرحلة خطرة، في ظل تراجع سعر صرف الريال الإيراني.
وبحسب الرئيس الإيراني، فإن بلاده، ستقوم باتباع خطوات سماها بـ"التحضيرية"، لاستباق التبعات السلبية التي ستصيب الاقتصاد، مشيراً إلى أنه تم تقليص الاعتماد على النفط في موازنة 2015، وبأنه تم تعزيز الصادرات غير النفطية للبلاد، بسبب العقوبات المفروضة على هذا القطاع.
ولعل تصريحات روحاني حول تفادي تبعات تهاوي أسعار النفط، جاءت متأخرة، فبحسب إحصاءات معهد التمويل الدولي، انكمش الناتج المحلي الإيراني الحقيقي، بنسبة 5.6% بسبب ضغوط الحظر المفروض، وهو ما يعني أن الانكماش سيكون قد تزايد بمعدلات كبيرة بعد تهاوي أسعار النفط العالمية، وفقدانها نحو 60% من قيمتها منذ يونيو الماضي.
وانخفض الناتج المحلي الإيراني إلى 381 مليار دولار في نهاية العام الماضي، ويقدر حجم الاقتصاد الإيراني بنحو 500 مليار دولار، في حين هوى الريال الإيراني بنسبة 75% من قيمته، ما ينذر بكارثة اقتصادية للبلاد.
وبعد أن اتخذت منظمة أوبك قرارها بعدم خفض الإنتاج النفطي لإيقاف تهاوي الأسعار، ظهر وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، مؤكداً بأن ما حدث كان "مؤامرة سياسية"، وأوضح بأن دولاً خليجية قادتها، في إشارة إلى السعودية، التي ضغطت على أوبك لإبقاء الإنتاج من دون تغيير عند 30 مليون برميل يومياً.
وتعتبر إيران من أوائل الدول الأعضاء في "أوبك"، التي دعت إلى خفض إمدادات النفط لدعم الأسعار، إذ يرى محللون أن طهران تحتاج أسعار نفط مرتفعة نسبيا لضمان توازن ميزانيتها.





