الاعداد السابقة للصحيفة
الاثنين20 مايو

نقد السلوك البشري المشوه لصورة الإسلام‎

منذ 9 سنة
0
2075

السلوك البشري هو سلوك مفرد في طبيعته البشرية وفي بعض الأحيان يكون سلوك جمعي يُختزل في جماعة واحدة طبقاً لطقوس معينة تطبق في نفس المكان والزمان ولكنه مختلف في وحدات هذا السلوك وفقاً لما يتطلبه الموقف الذي يكون به هذا السلوك محل فعالية وتطبيق حقيقي , ومفهوم ربط السلوك البشري بالدين هو نظرية القشريين الذين يحاولون ربط الدين بسلوكهم القشري الذي لا يمثل الدين حقاً وحقيقةً و لا يمكن للعقل البشري الصحي لغير مشوه ان يتفق مع هذا المفهوم جملةً وتفصيلاً فمهما كانت العقول صحيحة يبقى بينها عقول مشوها وتلبس ملبس الدين وهي ليست من الدين بشئ نما شكلاً هو ذو صبغة دينية بحتة وجوهراً يتناقض عن ما هو مصبوغ في شكله من سمات لا اقول رجل بل القشري المتدين والمحسوب على الدين فلا يمكن أن نطلق على المتلبس بالابس الدين (رجل) أو (رجال) وهم يناقضون بسلوكهم الجاف وتعاملهم مع الناس بهمجية تعاليم الدين الإسلامي السمح الذي تسامح حتى مع اليهود والنصارى وكذلك الذين لا دين لهم.

أن البشرية (الغير مسلمة) ربما تفكر وتنظر إلى تصرف هؤلاء الأشخاص المتصبغين بصبغة الدين بينما سلوكهم مختلف تماماً وينقاض ويحارب مفاهيم الدين ومبادئه السمحة التي جاء بها النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم والتي هي حقيقة الدين الحق وسارعان ما نتشر هذا الدين الإسلامي الحنيف لصدقه ولأنه يأتي من الله سبحانه وتعالى ولا يأتي من البشر كما هو حاصل اليوم من تفسيرات لنصوص الدين وفقاً لما تشتهى أنفسهم ولم يكتفوا بذلك بل سيروا الدين وفقاً لمصالحهم الدنيوية والذاتية على حساب تشويه الدين أمام البشرية وخاصة البشرية (الغير مسلمة).
أذكر في أحدى الأماكن العامة كنت مع صديقي أبو فوزان وأذ برجل ملتحي وعليه سمات المتدينين ولكنه متبع السنة شكلاً أو ما يسمى المتدين القشري وتحدث إلينا باسلوب همجي وفض وغليظ وعندما بادرنه بردة فعل غير ممثلة (بالنصح والتوجيه) زداد سوءً في الحديث وتمادى وذكره صديقي ابو فوزان بالقول له أنك ملتحي وسمات أهل الدين واضحة عليك فرد عليه بقول أسواء من القول الأول فايقنت أنه شخص خاوي العقل ومن المتصبغين بالدين , ولكن ما يحزنني أنه شخص عليه سمات أهل الدين وهو لا يمثل الإسلام أنما يمثل نفسه ولكن ما يتآلم له القلب هو تشويه هذا الشخص لصورة الدين أمام البشرية (الغير مسلمة) بأسلوبه الهمجي فربما لو تعامل مع هذه البشرية في أي دولة من دول العالم فأنا متأكد أنه سوف يزرع الكراهية والبغضاء في قلوب هؤلاء البشر لآنهم يتصورون أن الدين يِتمثل في هذا الشخص والدين منه براء .

وهنا لا بد أن ننشر ثقافة غائبة لدى الكثير وهي ثقافة أن الدين لا يمثله أشخاص يفسرون الدين وفقاً لما تريد أنفسهم ووفقاً لتوجهاتهم وعقولهم الضيقة التي لا تمثل إلا أنفسهم النتنه والتي بهذه الأنفس المليئة بالحقد والتشدد وسواء الخلق خلقوا بها فجوة كبيرة بين الدين الحق وبين البشرية (الغير مسلمة ) ونفروا الناس من الدين الحق فهولاء خطر على المجتمع الإسلامي بأفكارهم وتوجهاتهم وتشددهم على الناس فالقضاء عليهم أو تهميشهم من أولى الأعمال التي يجب أن يقوم بها المجتمع لتخلص من براثنهم المدمرة لصورة الإسلام الحق الذي يمتلئ بالتسامح والإصلاح وحب الخير للإنسانية وإنقاذ الإنسانية من الكفر والفساد والضياع بالتعامل الرائع والرفق ولين والقول اللطيف .

أن البحث عن الدين الحق ليس بالأمر الصعب مع توفر وسائل البحث والتقنية الحديثة التي سهلت الوصول إلي الدين الحق من الأنترانت وغيره الكثير , فأصبح العالم اليوم قرية صغيرة يسهل الوصول إلى كل ما يريده البشر حول الدين الحق دون الرجوع إلى بعض المتصبغين بصبغة الدين ولا يفقهون في الدين حتى أساسياته فضلاً عن تفصيلات الدين التي لا يفهمها إلا رجال الدين الحق الذين يسيرون على منهج التسامح واليسر والترغيب لا التنفير والتشدد والذي لا يمثله الا المتصبغبن بالدين .

لعل من أهم ما يجذب البشرية لدين الحق هو أربع نقاط:
– العقلانية في الطرح والتوجه .
العقلانية في الطرح التي يبنى عليها توافق العقل مع ما يواقع النظر أمام الإنسان في كل شي يطرح من طرح ديني فالعقل يقبل ما يوافقه في وحداته وتفريداته ولا يقبل ما يخالفه في عمومياته فعلى سبيل المثال هناك بعض المذاهب الإسلامية التي تطرح رأي ديني أو عقيدة أو توجه يتعارض مع العقل البشري ولا يقبله العقل جملةً وتفصيلاً كالذي يقول المهدي في السرداب أو الذي يفتى بجواز سماع الأغاني .
– النقد الذاتي والعلمي :

وهذا هو قلب التطور والآنفتاح والتصحيح فالنقد من خلاله يكمن في نقد بناءا يسعى إلى الأفضل وهو ينقسم إلى :

– نقد ذاتي وهو أن ينقد رجل الدين أو الداعية أو الشيخ نفسه ويكتشف السلبيات لكي يتلاشها والإيجابيات لكي يدعمها ويكرسها وهو ما نفتقر إليه في رجال الدين من جميع المذاهب الإسلامية فا في النادر تجد رجل دين يتحلى بالنقد الذاتي البناء الذي يهدف من خلاله إلى التطور فالنقد هو روح التطور والتقدم والتصحيح والتي يفهما بعض رجال الدين أنه إنتقاص من مكانة رجال الدين بينما هي تزيد من مكانتهم وتسعى إلى زيادة ثقة الناس بهم فليس من العيب أن ينقد الإنسان نفسه مهما كانت مكانته الاجتماعية أو العلمية أنما العيب هو أن يبقى على الخطاء مخافة أنه أذا بدأ بنقد ذاته سوف تنتقص مكانته وتهتز ثقة الناس به وهذا هو الإصرار على الخطاء وهو في خطاء أكبر منه .

– نقد علمي وهو أن ينقد رجل الدين فكره وعلمه وإنتاجه العلمي فلا يمكن أن يصر على إرائه وهي قد يكون تعداها الزمن فلابد من تعديل وتصحيح كل ما طرحه في حياته من خلال النقد وإلا أذا إصر على خطاء علمي فانه يدخل في أطار السلوك البشري المشوه لدين لأن السلوك فعل وما كتبه من طرح يكون غلف في طيات الورق وأصبح متداول بين الناس فتطبيق هذا المدون في بينات الورق هو في النهاية فعل يستمد من مخزون نظري من أنتاج رجل الدين والذي بدون النقد والتصحيح أصبح سلوك خطاء مشوه لصورة الدين ويفعله الناس في حياتهم اليومية .
– المساهمة في إصلاح البشرية .
في الماضي كان رجال الدين هم حقاً رجال دين يسعون بالحق والحقيقة إلى إصلاح الناس ونشر ثقافة الإصلاح والتعاون على الخير فكان لرجل الدين مكانته الحقيقية التي من خلاله سعى في حل مشاكل ومعضلات كثيرة في المجتمع فهو ما نطمح له اليوم الذي غاب دور رجل الدين الحق وأصبح من النادر تجد رجل يسعى إلى الإصلاح بقلب صادق ويهدف إلى الإصلاح ذاته بل دخل في مجال الإصلاح المتردية والنطيحة من المتصبغين بالدين والذين ليس لديهم ثقافة إسلامية مُمكنة في مجال الإصلاح بل البعض منهم دخل في مجال الأصلاح لمصالح دنيوية من وجاهة وإستغلال أموال الناس ومكاناتهم الاجتماعية والوظيفية فأصبح الإصلاح الذي يقوم به هؤلاء المتصبغين أو القشريين هو سلوك مشوة لصورة الدين الحق .
– التسامح واللطف والخوف على البشر .

وهو ما ينقص رجال الدين من العمل والدعوة إلى الله برفق والتسامح والعمل من مبدأ الخوف على البشر من الكفر والإلحاد والضياع فهم أخواننا بالإنسانية ولا يمكن لأخ صادق ومنصح ويحب الخير للبشرية جمعاء أن يترك أخاه في كفره وضياعه فقد دخل بعض القشريين من المتدينين في هذا المجال بأسلوب العنف والتشدد والقتل الذي بفعلهم هذا خلقوا هالة كبيرة من الحقد والبغضاء وشوهوا صورة الإسلام الذي جاء بالتسامح والعفو والرفق والقول اللطيف الذي يرغب ولا يِرهب وهو الذي يدعوا إليه الإسلام (البشر الغير مسلمين) باللطف والتسامح ومساعدتهم على انتشالهم من براثن الكفر والالحاد .

ربما يظن بعض ضيقي الفكر والعلم أن نقد سلوك البشر وخاصة المتدينين هو نقد لدين وهذا غير صحيح ولا تقبله عقلانية الإنسان ولكن يظل أن ما يمثل الدين من ( مشايخ ودعاة وطلاب علم ) تحت مجهر النقد ولكن النقد البناء الذي ينقد للبناء وليس للهدم لأنهم بشر يخطئون ويصيبون وهو نقد لهذا السلوك البشري الذي شوه صورة الإسلام منذ سنوات عدة والذي الهدف منه هو تنقية الدين من ما علق به من براثن وشوائب البشرية التي ليست على حق والتي سعت هذه الشوائب إلى تشويه صورة الإسلام لدى الغير فما علمنا عن الإسلام إلا أنه يدعوا بالرفق ولين والتسامح لترغب الناس لا لتنفريهم كما فعل هؤلاء القشريين الذين بسلوكهم البشري الجاف والغليظ سعوا إلى تشويه صورة الإسلام فلاسماع لإقوالهم ولا تقليد لإفعالهم فقد انكشفت صورتهم البشعة أمام العالم .

التعليقات

اترك تعليقاً