أكد «مركز التنمية الأسرية» في الأحساء، أن المملكة تعاني من فوضى في «الرقية الشرعية»، ودخلها من هو ليس أهلاً لها، وأساء بعضهم بفعله، وقدم صورة سيئة جداً عن الرقاة، موضحاً أن الحل يكمن في مشاف خاصة تتولى عملية الرقية الشرعية تحت إشراف الدولة، ووضع حد للاستغلال المادي والتلاعب في الأعراض الذي يقوم به بعض ضعاف النفوس.
وكشف رئيس مركز التنمية الأسرية في الأحساء الدكتور خالد الحليبي، أنه تقدم بمقترح لإنشاء «مشفى للرقية الشرعية»، مشيراً إلى أنه قام بإعداد دراسة متكاملة عن المشروع، وأنه سيتقدم بطلب ترخيص من الجهات المختصة.
وأوضح بحسب «الحياة»: إن فكرة إقامة المشفى جاءت لتلبي حاجات إنسانية كثيرة، وتنظم عملاً ليس له أطر واضحة المعالم، وتزاوج بين الطب الجسدي والنفسي والنبوي والبديل، ضمن منظومة من العمل المتقن، الذي يحترم التخصصات ويكون له صفة اعتبارية، مبيناًَ أن ما ساعده في ذلك هو صدور قرار من مجلس الوزراء أخيراً يقضي بالسماح للمريض بالرقية الشرعية في المستشفيات الحكومية.
وأشار إلى أن من بين الأهداف توسيع فرص الوصول إلى الرقاة والمختصين في الطب البديل تحت غطاء رسمي آمن، والقضاء على فوضى الرقية الشرعية، إضافة إلى التعاون مع المستشفيات العامة والخاصة في الحالات التي يتم تحويلها إليها، موضحاً أن المشفى سيقوم بتحويل الحالات التي تحتاج إلى الطب الحديث إلى تلك المستشفيات، بدلاً من استمرار المريض ضحية للطامعين في ماله من الرقاة المسترزقين. وذكر أن الفكرة تتلخص في إنشاء مشفى خاص بالرقية الشرعية، يجمع الكفاءات المميزة والموثوقة في هذا المجال، لتيسير نفع الناس منها وفق نظام معين ولائحة خاصة، وتخضع للرقابة القانونية والشرعية. ومن بين كثير من الخدمات والأعمال التطوعية والخيرية بقيت الرقية الشرعية بعيدة عن الضبط والتنظيم، ما أدى إلى فقدانها في بلدان كثيرة ـ والناس في حاجة إليها ـ، وإلى فوضى واستغلال مالي وأحياناً جنسي بشع في بلدان أخرى من بعض من يحسبون عليها.
وقال: لوحظ أخيراً انتشار عدد من الآفات في الفترة الأخيرة مثل: السحر، العين، الصرع، الأسقام الخفية الأسباب، التي تعد من أبرز ما يتسبب في اضطرابات نفسية وأمراض بدنية، ومن ثم المشكلات الأسرية الناجمة عنها، وفي الرقية الشرعية والطب البديل علاجات ناجحة لها جميعاً.
وأضاف أن المشروع الآن في مرحلة الإعداد والتبلور، وبعد الانتهاء من جميع هذه المراحل سيبدأ في العمل على الحصول على التصريحات اللازمة من كل الجهات ذات العلاقة، وزارة الشؤون الإسلامية والصحة وهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ووزارة التجارة، مشيراً إلى أن المشفى سيكون له مجلس إدارة يضم ممثلين من كل هذه الجهات وغيرها مما قد تظهر الحاجة إليه مستقبلاً.
وكشف الحليبي، أنه يقوم حالياً بالإعداد لـ«مرحلة الإنضاج»، بغرض أن يكون المشفى منذ انطلاقته أحد نماذج الجودة العالية المعمول بها في المؤسسات العالمية، إضافة إلى أن المشفى سيقوم على نظام المستشفيات، في الجانب الإداري وتوزيع الأقسام وتوفير المعدات اللازمة، ويكون خاضعاً لنظام رقابي كامل، يضمن سرية الحالات وسلامة الأداء وعدم التعدي على الحرمات، فيما سيتم إنشاء قسم خاص للتدريب يضم كوادر وطنية قادر على القيام بكل الأعمال التي يحتاجها المشفى، ويستقطب الأفضل في وظائف رسمية، كما يسعى لنشر فكرة المشفى في كل مناطق المملكة، بإشراف مباشر من الجهات المعنية.
وزاد أن الفكرة خرجت بعد الاطلاع على أنواع كثيرة من الاجتهادات الفردية والمؤسسية داخل المملكة وخارجها، التي تعنى بمحاولة تنظيم الرقية الشرعية، ولكنها لم تقدم الأنموذج الأمثل إلى الآن، لافتاً إلى أن المشفى سيكون وقفاً، ومردوداً رمزياً من المستفيدين يعود على مؤسسته في نظام مالي قانوني، يجعل له استدامة مالية تضمن استمرار خدماته للناس، متمنياً أن ينجح في تنفيذه بالشكل الصحيح، لتحقيق أحلام الكثير من المرضى بأمراض مزمنة على حد وصفه.
التعليقات
من زمان اتمنى ان يكون هناك نقابة خاصة للرقاة تحت اشراف حكومي ورقابي وفي مراكز متخصصة مع فصل الجنسين لتفادي المشاكل الاخلاقية
الرقية الآن أصبحت تجارة
اللي يصير مع الرقاه يحتاج ضوابط
اترك تعليقاً