قد يكون الشيء غايه في ذاته وليس وسيله الى غيره ،، بمعنى حينما نذهب لقوامه الشيء فانما ننظر اليه على انه غايه للايصال الى الشيء بعدها ،، فيقال حينئذ ان قيمته باطنيه وذاتيه وجوهريه ،، وقد ننظر للشيء على انه وسيله تصطنع وتتخذ لبلوغ هدف وغايه ورائها حينئذ يقال في تقويمه ان قيمته خارجيه ،، فاذا اردنا ان نقوم الزهره وجمالها ،، هل قيمه جمال الزهره قيمه داخليه ؟ام قيمه خارجيه؟ واذا اردنا ان نقوم السياره وجمالها فهل قيمتها وسيله ام ذاتيه ؟
فالشجره في ذاتها لايمكن الا ان تكون شجره … فأحمد او صالح …لايمكن ان يكون في ذاته شجره … فالشجره في ذاتها لايمكن الا ان تكون شجره .. لان الشجره في ذاتها هي شجره وصالح في ذاته هو صالح وأحمد في ذاته هو أحمد ومن هنا نستنتج بنسبيه الشجره في ذاتها … اما الشجره في طبيعتها وجوهرها فقد يكون صالح بخلقه الطيب المثمر على الاخرين كالشجره ,, وقد يكون المؤمن الصالح المثمر للخير كما ورد في ديننا الاسلامي كالشجره وقد تكون الام بحنانها ورعايتها لاولادها كالشجره الطيبه وهنا نستنتج ان الشجره في طبيعتها وجوهرها مطلقه لانسبيه …
واتسائل هنا ….هل هذه القيم عينبه في الاشياء ذاتها…بغض النظر عن رسائل العقل وادراكه وتصوره لها ؟!!هل هذه القيم مستقله ؟ كصفات عينيه؟ ام انها من ابتداع العقل ؟!! فالقيم كما نعرف (الحق والخير والجمال … ومن الفلاسفه من اضاف القداسه )
فما هو الحق ؟ هل الحق هو الصدق !! وأي صدق ؟ هل هو الصدق المنطقي ؟ ثم كيف يصاغ الصدق ؟ خبريا ام انشائيا .. وهل يحتمل الحق الصدق والكذب بذاتها ؟! ام يصاغ لذاته !!هل يهدف بقيمه جماليه ؟ وما معياره؟ هل المعيار في الحق الحس ام العقل ؟؟ وكيف تعاملت فلسفه الشك في معرفه الحق ؟
ان الصدق في طبيعته شامل عام وضروري وان الحق صفه عينيه في الشيء سواء ادركها العقل ام لم يدركها فهي لاتتغير … اما المدرسه البراجماتيه فقد انكرت هذه الطبيعه للحق بل هو متحرك ونسبي وغير ثابت او ضروري اما المدرسه السفسطائيه جعلوا الفرد هو معيارا للحقيقه. ولكن البراجماتيه قالت الانسان وليس الفرد هو معيارا للحقيقه … اذن فمن هو الانسان ومن هو الفرد …؟ الفرد فرد بذاته ولذاته … اما الانسان فهو بحدود أمته وشعبه ودينه وقيمه …اذن نستنتج نسبيه الحقيقه … ثم نتسائل هنا….. ماهي معايير الحق؟ نقول فان تطابق الحكم مع الواقع الخارجي قيل انه حق .. فلقد قدم لنا ارسطو معيارا رائعا هو معيار التطابق .. ولكن معيار التطابق لايؤدي الدور كله لانه مفيد في المسائل العمليه لا النظريه … اذن هل يعتبر الاتساق معيارا للحق ؟؟ وعدم التناقض هو المعنى الجوهري للاتساق … ولكن هذا له دور في الاستنتاج وليس بالاستقراء .. وهذه معضله على جوهر الحقيقه ..هل الترابط يعتبر معيارا للحقيقه في جوهرها؟ ولكن هذا ماذهبت اليه المدرسه المثاليه فقط بترابط الاشياء في جوهرها وهذا ينافي الحقيقه في ذاتها .. وسعى ديكارت في تقديم معيار الوضوح كمخرج للوصول للحقيقه مبتدأ رسالته (اياك ان تبدأ بشئ غير واضح بذاته ) ولكن المعضله هنا ..هذا المثال (الجاذبيه) هي حقيقه ولكنها غير واضحه ! فالحق هنا ليس حقا من وضوح الشئ…. اذن لماذا لم يتم اكتشاف الجاذبيه منذ الانسان الاول !! ألم تكن واضحه !!
هل بامكاننا قلب المسأله هنا… هل هناك اشياء واضحه ولكنها غير حقيقه او غير صادقه ؟ فلنتفكر في كرويه الارض وثباتها او حركتها او كونها المركز … فالواضح ان الارض ثابته ولكن هذا غير حقيقه … فهل نشعر يوما بدوران الارض !! لا .. لا نشعر .. اذن الواضح هنا غير صادق .. اذن لايعتبر الوضوح معيارا للحقيقه ..
النفعيه اذا اعتبرت معيارا للحقيقه واعتبرنا ان بعض الاشخاص اسطوريين او شخصيات خياليه او كذبا لانهم لم يقدموا لنا نفعا فان هذا
يتنافى مع الحقيقه لان طبيعه المنفعه نسبيه …. فماتراه نفعا لك قد لايكون بالضروره منفعه لي …
فهذا معيارا هشا لايعتمد عليه …فربما ارسطو وافلاطون وسقراط والنبي موسى والنبي عيسى قد ينظر لهم بانهم شخصيات خياليه لاحقيقه لانها لم تقدم نفعا كليا ..
فالقيم الاخلاقيه وماتتضمنه من خير وشر تختلف في تناولها لدى الفلاسفه … فالمدرسه الحدسيه ترى ان الاشياء تحمل في ذاتها مايجعلها خيرا او شرا ..بغض النظر عن الفرد .. فالخير خيرا في ذاته والشر شرا في ذاته …اما المدرسه الغائيه التجريبيه فهي عكس المدرسه الحدسيه تماما بل ان الاشياء لاتحمل في ذاتها مايجعلها خيرا او شرا بل نحن البشر نكسبها الصفات والاهم هنا غايات الافعال
فالمدرسه الحدسيه ترى قيم الاخلاق مطلقه عامه وشامله بينما المدرسه الغائيه نرى بنسبيه القيم ..
وهنا اتسائل هل تتأثر قيم الاخلاق بالزمان والمكان ؟ فنحن كمدرسه دينيه اسلاميه كذلك المدرسه الحدسيه نرى انها مطلقه وثابته لاتتأثر بالزمان والمكان عكس المدرسه الغائيه ..
فأتسائل … هل كل هذا خارج طبيعه العقل … ام داخل طبيعه العقل ؟؟
ثم هل اداه العقل اداه للعلم والتعلم … ام اداه تنقيه حياه وتحسين كما قال جون ديوي ؟!!
هل العقل قادرا على التمييز بين الخيريه والشريه من طبيعته ام خارج طبيعته كالكتب المقدسه والوحي الالهي !!!
واتسائل هنا ..كيف استطاع ديكارت التعامل مع الحقيقه في ضوء فلسفه الشك … فديكارت رائد مدرسه الشك واول من نادى لها …ثم كيف استطاع ديكارت ان يعرف انه موجود؟ ماحقيقه الوجود عند ديكارت ؟ وكيف عرف انه يفكر ؟كيف يتعامل مع مفاهيم الاكسيولوجيا في ضوء فلسفه الشك؟
انا افكر اذن انا موجود تثير اسئله متعدده ..ماطبيعه (أنا)؟ هل هي نسبيه ام مطلقه في ضوء فلسفه الشك؟ بعد التحليل والتفكر والتأمل اقول انها نسبيه لانها اشترطت بأمر ما .. وهو التفكير … فلنقلب الفكره اذا لم يكن الشخص يفكر …!! اذن (أنا) لست موجود… وهنا نستنتج بنسبيه وجود الشخص ومن ثم بنسبيه (أنا)..
فكأني ارى ان الحقيقه نسبيه .. فكيف نكلف العقل ببلوغ الحقيقه !!! ان الوصول للحقيقه في ضوء الفكر المختلف والمتنوع لايمكن ان يتم (قال تعالى(فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }المؤمنون53:) َ (الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ }الروم32كل حزب من هؤلاء يرى انه على الحق ويرى ان معه الحقيقه …
وكأني بدأت ألتمس الاعذار لديكارت … عالم من الشك ومعايير نسبيه للحقيقه في فكر منوع وعقل كأداه تاره ينعت بالعجز او القصو وتاره لايعول عليه الكثير لانه اداه لبلوغ الحقيقه … فهذه الاداه لها رؤيه خاصه للاشياء فتاره ترى بنسبيتها واطلاقها وتاره تمزج وتاره تتحرر وتار تغير … اداه حائره هي بذاتها قدرتها نسبيه فكيف للنسبي ان يصل للحقيقه المطلقه !!!
التعليقات
الله يوفقك يا عتيبيه ويزيدك علم ومعرفة اول مرة اشوف بدوية وعتيبية بالتحديد تكتب بأسلوب فلسفي جميل كنت اعتقد ان هناك فئات وقبائل خارج المنظومة وفي عزلة وانغلاق عن الحاضر مع تقديري لكل الناس عموماً مقالك اسعدني كثيراً وغير بعض المفاهيم الخاطئة واعطاني امل في ان كل شيء يمكن يتبدل ويتغير للأفضل
أخوتي الكرام القراء … في هذا المقال أتحدث عن علم القيم … مستفتحه المقال بالقيمه للاشياء سواء قيمه داخليه ام خارجيه … ثم اقدم جوانب علم القيم واقيسها هل هي مطلقه ام نسبيه وفق الافكار الفلسفيه ( مثل البراجماتيه والاسلاميه ووو) اما طريقه الكتابه فأنا أحبذ الطريقه الفلسفيه القائمه على الفهم والتحليل والاستنتاج لا الطريقه المباشره … ومن لايحب الفلسفه فليس مضطر ان يقرأ مقالي .. وشكرا أحبتي الكرام
يااختنا الفاضله………………………….لم اجد سوى فلسفه…………في هذا النص …………
والمفيد ……والزبده في هذا النص…….٧…….اسطر فقط…………اما ما تبقى ………فهو حشوا …..بلا معنى
صالح …….والشجره……….اقحمتي هذا التشبيه …….باسلوب ركيك………لايرقى لمستوى…..مقال …..
تعمه الفائده ………والنفع………..
اشكرك على اجتهادك…………ولكن جدي واجتهدي ………….ربما لديك مفاجآت قادمه……………..
يجب حفضها وصيغتها بطريقه مختصره حتى تنال ذائقة المتلقي او القارئ……………..وربط الموضوع بهدف معين
……والكتابه في مساره………..وفي صميمه…….دون ……استدلال وتشبيه……يبطل ويفسد النص بلا فاااااااائده
……تحيه
ربما ابتعد عن الموضوع ولكن كثيرا ما تحدثني نفسي عن هذه الأمور وعليه أقول على الرغم من أننا لا ندرك حقيقة هذه الكومة من اللحم التي دعى الإنسان وارتباطها بما حولها متمثلة في العقل الذي هو عبارة عن عصب وإشارات كهربائية تجعل من جميع الحواس تعمل بإدراك الأمور العينية وتحس بها وإلا لما كان لهذه الحواس من بصر وسمع وغيرها أي فائدة أو وظيفة تقوم بها ولكن حينما نقرأ قوله تعالى (ألم ترى أن الله يسجد له من في السموات والأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء )
ومعجزة بكاء الجذع على فارق الرسول صلى الله عليه وسلم وسلام الحجر عليه قبل البعثة
ندرك أن الله لم يخلق شيء عبث وجعل في كل شيء روح تخصه تخضع لخالقها وتستجيب لأوامره وإن كنا نظن أنها جمادة
إذن علاقتنا بما حولنا من العينيات والقيم الخارجية أمر بالغ التعقيد لا يدرك كنهها إلا الله وكما أننا على يقين من أن أمور كثيرة في هذه الحياة جامدة لا تتحرك إلا بتحريكنا لها وعلى سبيل المثال السيارة فلا بد من الجلوس في بطنها وتحريكها فكذلك هذا الجسد لا يتحرك إلا عن طريق الروح التي أودعها الله فيه يقول الله عز وجل ( ويسألونك عن الـــــــــــــــروح قل الــــــــــــروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلــــــــم إلا قليلا ) فجعل سبحانه هذه الروح الخفية عن أنظارنا هي الأدة التي تسير هذا الجسد وجعل القلب الرابط بينهما لندرك القليل من عالم الروح يقول صلى الله عليه وسلم ( إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسادكم ولكن ينظر إلى قلوبكم ) إذن لا قيمة لهذا الجسد عند الله إلا بصلاح ما أودع فيه من روح وجعل القلب الأداة التي تترجم ما تمليه هذه الروح لذلك الجسد فالقلب هو الرابط بينهما لإدراك الأمور الباطنة من مشاعر وأحاسيس أو الخارجة من عينيات وأصوات وملذات .
وبناء عليه فسواء أدركنا علاقتنا بماهية هذه العينيات وكنهها أو لم ندركها فلا نستطيع يوما ما أن نتجاوز الحد القليل من العلم الذي وهبنا الله إياه –
ينهار ازرق اما انك انتي اللي كتبتي المقال يا ألف نهار أبيض إيش المقال الرائع والهادف هذا
صراحه مقال لما قريت العنوان وطول المقال غسلت ايدي
اذا كنتي فعلا انتي ليلى كاتبه المقال فنصيحه كلمينا بلغتنا انتي بتئولي ايه يا ست
سكيلويجا مدري وش اسمها ينهار ازرق ع الكلام
كلمينا بلغتنا العاميه ومقال ابو عشره سطور 11 سطر حاجه زي كدا
وفقك الله و وفقنا جميعا لما فيه خير لديننا ودنيانا
يسرني قراءتكم لمقالاتي .. ويشرفني ان تكونوا متابعي مستقبلا في المقالات الاخرى .. دمتم بخير
مشكور كلام من ذهب
جزاك الله خيرا على هذه الفلسفه العميقه وخاصه الشجره لا يمكن الا ان تكون شجره وصالح لا يمكن الا ان يكون صالح
اتمنى لك مزيداً من العلم في مجالك الفلسفي
انا افهم هالفكر لكني اهرب منه لانة سقراط بزمن الكذابين رسالة محمد نبينا عليه الصلاة والسلام واخلاقة وتصرفاته الخ تحرم العقل من التفكير امام استبداد مصلحه شخصية هو العدل بجميع مراحلة فقط حتى لو كان غير مفهوم
اهنيك فكرك جميل الاختصار اجمل الله يحفظك
فكرك جميل لكن امام حرية الراي مال مقالك قيمة شعب محرومة مسيسه على فكر محدد
الاختصار جميل يا سراقطه
احاول افهم ماني مستوعبه للوصول الى عباره كامله تصل الى هدف
الحمد لله الي مادرست الاكسيلوجيا
لا اله الا الله هذا كتابه او مترجم مافهمت شي
كلام زي الكلام
اها
اترك تعليقاً