المنافسة على الممنوع ..
في عالمٍ تتسارع فيه أنماط الحياة وتتعدد معه متطلباتها ، وتطغى عليها وسائل الإعلام الجديد والتواصل الاجتماعي ، أصبحنا بالفعل نعيش في قرية صغيرة لا تتجاوز ابعادها ضغطة (زر) واحدة نسافر من خلالها لعالم متعدد الثقافات والاهتمامات ...
ولأن ثورة وسائل التواصل الاجتماعي التي يشهدها العالم الآن تعكس اهتمامات وثقافات الشعوب المتحضرة الباحثة عن الفائدة والمعرفة بشتى الطرق ، إلاّ أن لهذه العملة وجهٌ آخر يتمثل في انحصار استخدامها في إظهار السلبيات والسلوكيات الخاطئة بمختلف درجاتها !
وفي مجتمعنا السعودي أخذت تلك الوسائل منحى آخر ينذر بكارثة سلوكية حقيقية ما لم يتم تداركها .
فقد قام (البعض) بتوظيف جُلّ الوسائل المختلفة من وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الغث والسمين ، ناهيك عن تنافى الكثير مما يتم بثه مع تعاليم ديننا السمحة ، بل أكثر من ذلك ! فقد انسلخ البعض من هؤلاء من إنسانيتهم ومروءتهم ! ولم تعد تلك الفئة تُحلّ حلالاً ولا تحرم حراماً ضاربة بكل قيم المجتمع وعاداته الأصيلة عرض الحائط .
وما مقاطع الفيديو التي يتم تداولها بين الصغار والكبار (على حدٍ سواء) على الواتس أب إلا دليل على عمق حالة التوهان التي يعيشها البعض ما تلبث إلا وتنتشر كما تنتشر النار في الهشيم غيرت بذلك سلوك الكثير من ابناء المجتمع وزادت معها حالة العدوانية عند البعض!
وهو ما يسمى بنظرية (باندورا) أو التعلم الاجتماعي وهو اتخاذ نموذجاً لتقليده وتقليد سلوكه بغض النظر عن إيجابية المُقلدّ أو سلبيته .
لا شك أن مثل هذه الممارسات تستوجب وقفة المجتمع بأكمله لكبح هذا السلوك الغير سوي يضمن عدم ترسيخ الصورة الهمجية والوحشية عن مجتمعنا السعودي لدى باقي شعوب الأرض من خلال تكثيف برامج التوعية من خطورة مثل هذه الممارسات من جهة وتطبيق العقوبات الشديدة والرادعة من جهة أخرى .
همسة :
الإنترنت والتقنية الحديثة نعمة وهبنا الله إياها ، فلنحسن استخدامها ولنسعى للاستفادة منها بشتى الطرق ، ولتذكر أن ما كان في السابق يستغرق معرفته أشهراً أو أسابيعاً أصبح الآن لا يتجاوز الجزء من الثانية لمعرفته !





