الاعداد السابقة للصحيفة
الجمعة19 ابريل

الفيصل في يوم الوطن: سيعلو دور التعليم لتثبيت التجربة السعودية وتفردها

منذ 10 سنة
0
2082
الفيصل في يوم الوطن: سيعلو دور التعليم لتثبيت التجربة السعودية وتفردها
خالد محمد

رفع صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل وزير التربية والتعليم خالص التهاني بمناسبة اليوم الوطني الرابع والثمانين إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وإلى سمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز وإلى ولي ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، وإلى الشعب السعودي، مؤكدا أن الوحدة المباركة التي تحققت على يد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ طيّب الله ثراه ـ سوف تنمو معززاتها وآلياتها، وسيعلو دور التعليم ليبقى ركنا فاعلا في تثبيت التجربة السعودية وتفردها بإذن الله.

وأشار سموه إلى أن السياسة التعليمية في المملكة العربية السعودية وعت مبكرا قيمة المواطنة، حيث تم تأسيس أول مقرر يعنى بهذا الاتجاه عام 1348هــ بعنوان “الأخلاق والتربية الوطنية” وتم توظيفه لإبرازالخصال الأخلاقية والوطنية العليا وفقمدلولات عميقة مستمدة من ديننا وأخلاقنا. وتتواصل الجهود اليوم لتعزيز مفاهيم التربية الوطنيةالتي تتمحور حول الوعي بقيمة الإنسان ومكانةالفرد السعودي وقيمة الوطنومكتسباتهودورالعمل الجماعي في صناعة المستقبل الأفضل لبلادنا،التي أكرمها الله بعدة مزايا من أهمها:احتضانها للحرمين الشريفينوالوفرة الاقتصادية والتنوع الثقافي والمساحة الجغرافية واللحمة الاجتماعيةالمميزة.

وقال الفيصل: إن هذه المزايا تعد فرصـة أمامالتربويين للمشاركة في التنمية الوطنية، وأن تظل الانتماءات المتنوعة مهما كانت ـــ في حدودها الدنياـــ وتصبح الكلمة العليا للثوابت الكبرى “الاعتزاز بالدين والولاء للملك والانتماء للوطن” وأن نسعى بكل حماسة إلى صناعة أنموذج تعليمي متفرد تنطبق عليه شروط الوطنية الناضجة الخالية من الشوائب، على قاعدة أن المواطنة ليست نصاًيحفظ أو يتم الحوار حوله، وإنما هي رؤية ومنهجيؤمن به الجميع ويُطبقونه، ويتأكد ذلك من خلال تأهيل النشءليعيويؤمن بحقوقه وواجباته تجاهوطنه ومجتمعه.

وشدد سموه على أن بناء المواطن الصالح الذي يؤمن بربه، ويعمل من أجل وطنه، ويحب أهله ومجتمعه، أسمى أهداف التربية الوطنية، ومن هنا يتوجب علينا فحص المناهج والخطط التعليمية وعرضها للنقد البناء بلا كلل، فنحن لانوجهنصوصاجامدة، بل نحن معنيون بالحقوق والواجبات المتعلقة بثروة الوطن البشرية التي لا تقدر بثمن.

وأكد سموه دور المعلم الأمين، مشيرا إلى أن معلمينا قادرون علميا وصادقون وطنيا، فهم يحققون بحضورهم وتعاملهم مع تلاميذهم ما لا تحققه علوم الأرض كلها؛ ذلك أن المعلم الصالح هو المواطن الصالح نفسه، وكلما كان مؤهلا ومستقيما ومتمكنا من أدواته كانت فرص نجاحه أجدى “بالقدوة الحسنة” وهي أصل الفضائل وهي التي تُشكّل المناخ الضروري للأخلاقفي أي مهنة. وعلى هذا الأساس فإن وزارة التربية والتعليم تعمل في كل اتجاه لتكريم المعلم وتطوير أداءه،وسنسعى بكل جديةـــ مستعينين بالله ثم بدعم الأوفياء ــ إلى تمهين التعليم واختيار وتدريب المعلمين والرفع من مكانتهم.

وأكدالفيصل أن التعليم في بلادنا محور التنمية الأول في كافة أنشطة وخطط الدولة منذ توحيدها قبل 84 عاما، ووزارة التربية والتعليم ماضية في تنفيذ استراتيجية تطويرية تم إعدادها بعناية بالتشارك مع مؤسسات المجتمع وصُناع القرار،وطموحاتنا لا حدود لها في أن نعايش تعليما متقدمايتفق مع آمال وتطلعات الملك والمواطن، حيث تتضمن الخطة جملة من المشروعات الكبرى التي تتمحور حول إعداد جيل التنمية، من خلال الاهتمام ببناء شخصية الطالب وتعميق المسؤولية فيه بوصفه عنصرا رئيسا مشاركاً في بناء الوطن، بدءا من مرحلة رياض الأطفال التي أفردت لها الوزارة مشروعا تشجيعيا بالغ الأهمية، وصولا إلى المرحلة الثانوية المؤهلة لدخول الشباب مرحلة التعليم الجامعي أو الاتجاه لسوق العمل.

وتتواصل جهود الوزارة لتطوير المناهج الدراسية من خلال مشروع استراتيجي قطع شوطا لا بأس بهلتستوعب مفاهيم وقيم الرؤية الجديدة للتطوير، والمتغيرات العلمية والتقنية والمعلوماتية، وتعزز قيم المواطنة، والحوار والتعايش الكوني والانفتاح علىالحضارات الأخرى، لتبقى محافظة على علاقات متوازنة بقيمنا وخصوصيتنا من جهـة ومتطلبات الارتقاء الحضاري والتعايش الكوني من جهـة أخرى.

واختتم سمو الأمير خالد الفيصل تصريحه مؤكدا أن الوزارة تعمل حاليا على بناء “النموذج الجديد للمدرسة” الذي يعتبر الطالب محور العملية التعليمية، والرفع من مستوى تحصيله وبناء شخصيته الثقافية، حيث تمثل البيئة التعليميةالجديدة مجتمعا مكتمل الشروط لصناعة أنموذج تقريبي للبيئة المثالية التي تنمي المواطنة على قاعدةالحقوق والواجبات، خصوصا في ظل توجه الوزارةالاستراتيجي لمنح مدير المدرسة صلاحيات نوعية تعينه على إدارة مدرسته بكفاءة، ومن هنا تتأكد الثقة الوطنية في المعلمين وقيادات التطوير ومنسوبي المدرسة لتقود نفسها بنفسها، وبالتالي الوفاء بالتزاماتها المهنية حضورا وإنجازا وإبداعا.

التعليقات

اترك تعليقاً