الاعداد السابقة للصحيفة
الاربعاء24 ابريل

يوميات “مغرد” سعودي ..!!!‎

منذ 10 سنة
4
1808

يستيقظ من سباته العميق الثامنة صباحاً، يُغادر فراشه الوثير بعد تردد طويل، يغسل وجهه ويتوضأ ثم يصلي الفجر كعادته قبل ذهابه إلى العمل في مثل هذا الوقت المتأخر يرتدي ملابسه على عجل، ثم يغرد قائلاً «من صلى الصبح فهو في ذمة الله»، ثم يُذكر الجميع بأذكار الصباح، ويدعو للأمة العربية والإسلامية بالصلاح والتوفيق!

***

وهو في طريقه إلى العمل، يتأكد أولًا من أن أحداً لا يراه، ثم يقوم برمي علب المشروبات الغازية الفارغة، والمناديل وما خف وزنه من نافذة سيارته في وسط الشارع العام، ثم يغرد بأن «النظافة من الإيمان»، ويردف بتغريدة أُخرى ويقول إنه يتقزز ممن يقوم بإلقاء النفايات في الشارع العام، وأن هذا منظر غير حضاري، ويُطالب من خلال «تويتر» بإيجاد أشد العقوبات لهؤلاء المخالفين!

***

عندما يصل إلى مكتبه وسط كومة الملفات والمعاملات المتراكمة والمكدسة على طاولته منذُ أسابيع وأشهر طويلة لم تُنجز، بسبب إهماله وإخلاله بأداء واجباته الوظيفية، يبدي تذمره مما يحصل، ثم يقوم بتوزيع الشتائم والعبارات البذيئة لكل من يعمل معه في مكتبه بحجة أنهم لا يعملون كما يعمل هو، وبعد كل هذا يتذكر أن ما يُمارسه لا يتلاءم مع شخصيته المثالية في «تويتر»، ثم يُسجل دخوله ويكتب «خير الناس أنفعهم للناس» وما شابهها من العبارات الرنانة والأسلوب الممجوج إلى حد الملل.
ثم يتبع تغريداته الحالمة ببيت الشعر المشهور «وأفضل الناس ما بين الورى رجل..تقضى على يديه للناس حاجات» ويؤكد بتغريدات مُتتالية بأنه لا يشعر بالراحة إلا إذا قام بخدمة المراجعين وتفقد حاجاتهم، ويختتم سلسلة خداع مُتابعيه بأنه في عمله اليومي يقتدي بالحديث النبوي الشريف «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»!!

***

بعد خروجه ظهراً من عمله -إن جازت تسميته بالعمل- ينام قبيل صلاة العصر وحتى بعد صلاة العشاء، ثم يصحو على اتصالات أصدقاء الاستراحة وينهض بسرعـة خاطفـة كالملدوغ ليلحق بما تبقى من السهرة، ثم يصلي كعادته ما فاته من صلوات وينقرها كنقر الغراب، ولا يفوته قبل أن يخرج من منزله أن ينسخ ويلصق بعض التغريدات المكررة مئات المرات في اليوم الواحد، لدرجة أنك تقرؤها وتكمل باقي التغريدة وتحفظها عن ظهر قلب!!

***

يتهندم ويلبس أفخم الماركات، ويرش أغلى العطور، ويدندن وهو يهم بالخروج من منزله بأُغنية شهيرة لفنانة رحلت قبل ولادته بسنوات طويلة، لم يقطع صوت هذه «الدندنة» من صوته القبيح إلا نداءات والدته العجوز التي طلبت منه شراء بعض الاحتياجات من بقالة الحي، ولكنه رفض طلب والدته بحجة أن لديه موعدا مهما ومسبقا مع أصدقائه.
خرج بسرعة البرق على اتصالات «شلة الفلة والمرح» كما يسميهم! وقبل وصوله الاستراحة يغرد عن فضل بر الوالدين، ويذكر بالحديث الشريف القائل إن «الجنة تحت أقدام الأُمهات» !!

***

في الاستراحة ومع أصدقائه وبعيداً عن أية قيود، يُمارس حياته بشكلٍ طبيعي بدون أقنعة أو خوف من أحد، يشاهد ما يريد من القنوات المشفرة، والتي تُعرّف بأنها «للكبار فقط!!» يعمل ما يريد بعيداً عن أعين الرقيب فلان أو علان وهو في قمة سعادته ونشوته وفي وقت متأخر من الليل يقوم -أثابه الله- بتذكير مُتابعيه بـ»فضل قيام صلاة الليل»، وما لها من فضل عظيم وأجر كبير، ويتوالى في تغريداته بأن يصلح الله أحوال الشباب ويهديهم إلى طريق التوفيق والسداد!

ختاماً… صدقوني بأني لست صاحب نظرية سوداوية أو متشائما بما حولي، وليس في داخلي كره لأي أحد كان، ولكن هذا هو ديدن بعض المغردين اليوم، مع اختلاف التفاصيل الصغيرة اليومية التي تحدث هنا وهناك .

التعليقات

؟
؟،؟،؟،؟، عدد التعليقات : 2 منذ 10 سنة

هذي المقالات الي نستفيد منها ماهي مكرره وممله واصل ابدعت ؛؛؛

ع
عمروووس عدد التعليقات : 1 منذ 10 سنة

بل يوجد عدد لا بأس به من هذه النماذج في مجتمعنا والأعجب منه أنك ترى بعض النساء من تنصب نفسها مرشدة اجتماعية فعندما تجلس بالمجلس تعظ وتذكر بالحرص على تعاليم الدين والإكثار من السنن من صوم النوافل وصلاة الوتر وعندما تهم بالخروج من المجلس ترتدي عباءة الكتف المزينة بقطع الدانتيل ولا مانع من إضافة بعض الإكسسوارات من فصوص وأزياج لامعة والتي إنما أعدت للزينة وليس للستر ثم تضع نقابها الذي ربما كشف جزء من وجنتيها وعينيها المزينة بالكحل فحرصت على السنن وتغافلت عن تذكير نفسها بالتمسك بالحجاب الشرعي الصحيح والذي يعد التهاون به أثم متعدٍ فهي بلا شك تتحمل ذنب كل من رآها وأفتتن بها . فمتى تعود المرأة إلى حجابها الشرعي الصحيح الذي متى ما تمسكت به استقام المجتمع .

ب
بنت من تبوك عدد التعليقات : 346 منذ 10 سنة

أنا اعترض على تصوير السعوديين انهم همج وفوضويين وللاسف السب يجينا من أشخاص سعوديين فترفعو عن الاساءه للمواطن السعودي لانه أحسن من غيره بكثير

م
ماجد عدد التعليقات : 2 منذ 10 سنة

هذا حال الكثير الله المستعان

اترك تعليقاً