الاعداد السابقة للصحيفة
الخميس25 ابريل

إلى كل من تسول له نفسه…

منذ 10 سنة
5
1612

طلبت مني أختي أن أكتب عن (وردة الجوري)!! لا أعرف هل لأنها تقدس الرومانسيات وتعتبر الورود من أهم رموزها ! أم لأنها تريد أن توصل لي رسالة غير مباشرة مفادها أن مقالاتي جافة ولا تتضمن أشياء لطيفة؟!!!

ومهما كان هدفها فأنا سأكتب اليوم عن (وردة الجوري) مع أني لا أجد ما أكتبه عنها ولكني سأفعل لسببين :

الأول: امتثالا لرأي أختي الكبرى فقد اعتدنا أن يطيع الأصغرُ الأكبرَ حتى لو كان الكبير مخطئا (فهو الكبير).

الثاني : الكتابة عن هذه الوردة قد تكون فكرة جيدة لأن الورد مخلوق جميل.

حسنا ماذا عن وردة الجوري؟ هي كائن حي ذاتي التغذية يوجد منه عدة ألوان كل لون أبهى وأزهى من الآخر ومع تدخل البشر والهندسة الوراثية توفـَّـر ورد جوري بألوان غريبة لم يكن موجوداً سابقا.

إن وردة الجوري كبقية الورود والأزهار مرتبطة ارتباطا وثيقا بالجمال والرقة والحب والعطور والهدايا والحفلات وأحيانا الاعتذار (وفي بعض الدول مع القبور!!)، ومع أن أوراقها تتفنن في اللف والدوران إلا أن معظم الناس يقدرونها.. تعشقها المرأة.. ويؤمن الرجل بعشق المرأة لها، ويكرهها رجل الهيئة “باستثناء المهداة له “،تباع في المحلات بأسعار غير ثابتة و لها جمهور ضخم ومحبين كثر..

يقولون أن للورد لغة خاصة لا يفهمها الجميع ولا تُدرَّس وليس لها كتب!! وبغض النظر عن قناعتي الشخصية عن حقيقة لغة الورود.. هناك مسألة جديرة بالنقاش وهي اجتهاد البشر في استحداث لغات غريبة من فترة لفترة.. مثلا استحدثوا لغة الجسد !! وهي من تحت رأس علماء النفس سامحهم الله.. ثم جائت لغة العيون !! واتهم في ذلك الشعراء ـ حسبنا الله على بعضهم ـ ولم ننتهي منها حتى ظهرت (لغة الاحساس) واختلقـوا في ذلك حاسة سادسة جديدة تتنافى مع ما درسناه في المرحلة الابتدائية :أن الإنسان يمتلك خمس حواس فقط “كم أكره التغيير” !! وحتى أهل الحاسب والبرمجيات أخذنا معهم شوطا لنفهم الـ (ون زيرو زيرو ون )!!

حقيقة أنا لا أعارض المبتكرات والمستجدات الجميلة.. لكن هل فهمنا لغتنا الأصلية حتى ترهقونا بلغات جديدة لا يفهمها إلا فئة خاصة معينة ؟؟؟!!

ومن هذا المنبر أوجه رسالتي هذه لكل من تسول له نفسه استحداث لغة غريبة :

أخي مبتكر اللغة قبل أن تفاجئنا بلغتك تخيل أمامك حافظ إبراهيم بطربوشه المخملي الأحمر، ويمسك بوثيقة عملاقة مصنوعة من ورق البردي مكتوبٌ عليها : أنا البحر في أحشائه الدرُّ كامنٌ …. إلى آخر القصيدة..

وبعد ذلك ابحث عن غواص ثقة.. واسأله عن (الرجال) الأكفّاء والغير أكفّاء ، وعن العرائس، وقصة وئدهن، وعن الحصاة و الصدفات وقول العداة ، وبعد أن يجيبك الغواص على كل تلك الأمور تعال استحدث ما أردت من لغات..

مهلاً مهلاً.. هل قلت أني سأتحدث عن وردة الجوري ؟!!!

..

إنها نتيجة الطاعة العمياء والتنفيذ بدون قناعة؟!

التعليقات

ت
تركي عدد التعليقات : 2 منذ 10 سنة

مبدعه

س
سمو الذات عدد التعليقات : 3 منذ 10 سنة

تتنوع اللغات بين المنطوق وغير المنطوق منها … ولكن أهم من هذا وذاك هو الصدق سواء كان ذلك عن طريق لغة الجسد او العيون او الإحساس او بأي طريقة كانت …
الصدق الصدق الصدق هو أهم شيء في الموضوع …

تحياتي لحرفكِ ،،،

خ
خالد ال ابراهيم عدد التعليقات : 1 منذ 10 سنة

قد يكون الهدف من طلب اختك هو ان تفعلي الخصائص والصفات المعنويه والوجدانيه التيى تتصف بها ورد الجوري فكانها رأت بانك تفتقدينها في حياتك اليوميه والعمليه
ففط مجرد رؤيا شعوريه

ا
الليث عدد التعليقات : 4 منذ 10 سنة

جميييل جدا وصفك واحب ان انوه انه قد ذهب زمن الانقياد الاعمى والطاعة العمياء يأستاذة ولم يعد الصغير ينقاد الى الكبير او اظنك تقصدين انقياد الضعيف للأقوى منه لو صح ظني أما محتويات القصيدة الشهيرة أرى أنك وفقت في الربط بينها وبين وقائع مجتمعنا وان شاء الله يكون هناك الكثير من الاكفاء فنحن امة محمد
اشكرك على طرحك الرائع

ع
عمروووس عدد التعليقات : 1 منذ 10 سنة

ربما تكون ” اللغة ” عفوا اقصد الرسالة التي وجهت لك من قبل أختك والتي فهمتيها عن طريق لغة الجسد تكاد تكون صادقة .. وبحكم بعدك عن هذا المجال وبناء عليه قلة خبرتك في أنواع الورد فقد اختلط عليك الأمر .. وبدل البحث والحديث عن وردة الجوري قادك حدسك وميولك ربما دون قصدك لجمع المراجع الخاصة بوردة النرجس .

اترك تعليقاً