الاعداد السابقة للصحيفة
الثلاثاء23 ابريل

لا تقتلوا طموحهم ..

منذ 10 سنة
2
2275

يعد التحفيز في مجال التربية والتعليم من أهم المرتكزات التي من خلالها نصل إلى تحقيق أهداف التربية، سواء الأهداف العامة أو الأهداف المرحلية أو الأهداف السلوكية. قبل أيام كنت أتجاذب الحديث مع أحد الأخوة التربويين الذي ذكر لي قصة أخيه عندما كان طالبا في المرحلة الابتدائية مع أحد المعلمين من الجنسيات العربية حيث كان هذا المعلم يخاطب أخاه الصغير في الفصل فيقول له “أنت عندما تكبر سوف تصبح زبالاً” أي عامل نظافة ومرة أخرى يقول له.. لا.. لا..سوف تصبح لصاً ومرة آخرى يقول له سوف تصبح من أرباب السجون !! وغيرها من الألفاظ التي كانت تقتل طموح طالب صغير كان يحلم أن يكون يوما ما طبيبا أو مهندسا أو ضابطا.. يقول أخو هذا الطالب مرت الأيام وكبر أخي وتخرج من إحدى الكليات العسكرية برتبة “ضابط” وتم تعينه في أحد القطاعات العسكرية التي ترعى شؤون الوافدين . وخلال أحد الأيام إذ بذلك المعلم بين يدي أخي يريد أن يخلص معاملة خاصة به !! يقول بعد ما سلم على أخي وهو لا يعرفه سأله أخي سؤالا هل تعرفني يا أستاذ فلان…….فرد عليه الأستاذ ؟ لا .. قال ألم تذكر يوما ما قلت لطالبك….. “أنت سوف تصبح “زبالاً ” مع احترامنا لهذه المهنة العظيمة” أو مسجوناً أو لصاً ” يقول أخي لما سمع المعلم هذه الكلمات وقف دقائق وكأنه يسترجع ذاكرته التي ربما أنها تمتلئ بالكثير من الألفاظ التي قتلت طموح الكثير من الطلاب الذين درسوا على يد هذا المعلم . في المقابل وفي جلسة أخرى نجد صورة أخرى لمعلم مبدع حاول أن يزرع بعقول تلاميذه روح الطموح والإبداع ورسم رؤية للمستقبل منذ الصغر وهو الأستاذ/ صالح السراء “مشرف الإدارة المدرسية بمكتب التربية والتعليم بحي السويدي” الذي يقول أنه طلب من طلابه عندما كان معلماً أن يكتب كل واحد منهم طموحه في المستقبل فكتب أحد الطلاب في ورقته أنه سوف يكون في المستقبل “طبيب عيون” يقول هذا المعلم فلم أناديه من بعدها إلا “الدكتور مروان” يقول قبل فتره كنت أراجع أحد المستشفيات في الرياض ودخلت على أحد الأطباء الشباب الذي نظر إلي وكأنه عرفني ولما قرأ اسمي واسم العائلة قال لي ؟ “ألم تتذكر الدكتور مروان يا أستاذ صالح” ؟ عندها أدركت أنني من خلال تشجيعي لهذا الطالب شاركت ولو بشكل بسيط في صنع دكتور ينتظره مستقبل مشرق بإذن الله . وهنا تكمن الحاجة إلى أن تكون لدينا استراتيجيات للتعليم نغرس ونرسم من خلالها الطموح في نفوس التلاميذ لننشئ جيلا لا يرضى بغير المعالي طريقاً فقد استخدم الرسول صلي الله عليه وسلم التحفيز في كثير من مجالات الحياة وفي مختلف الظروف استثارة لهمم أصحابه لتحسين أدائهم وإتقانه والفوز في الدنيا و الآخرة. فقد استخدم مع الصحابة عندما كان يحّسن صحابي عمله كان يلقبه بلقب حسن فقد لقب خالد بن الوليد سيف الله المسلول وأبا عبيدة عامر بن الجراح أمين هذه الأمة. فالتربية على النظرة المستقبلية يجب أن تعطى لأطفالنا مع حليب أمهاتهم فنحن لدينا وبكل تأكيد نماذج مميزة وعديدة ومشابهة لهذا المعلم وهذا الطالب الطموح لكن يبقى دور الأسرة في غرس هذه المفاهيم والمدرسة في التشجيع ووسائل الإعلام بعرض مثل هذه النماذج الرائعة ليستفاد من تجربتها.

لذا لا بد من تكثيف المشاريع والبحوث التي تقود الطالب إلى التفكير في عالم النجاح و تكثيف البرامج التوعوية كالندوات والمحاضرات وورش العمل التي تعرض نماذج ناجحة أدى بها التفكير والتشجيع والطموح إلى تحقيق النجاح . ولا ننسى التعزيز الإيجابي والوقوف على نقاط التميز لتطويرها وتنميتها. ورعاية المواهب الطلابية وتوجيهها نحو الإبداع والتألق فقد تصبح هذه المواهب في يوم من الأيام نقطة تحول في عالم الإبداع . ومن الأجدر لنا كتربويين أن نغرس الطموح بداخلنا أولا قبل أن ننقله لغيرنا.

التعليقات

س
سعيد العمري عدد التعليقات : 1 منذ 10 سنة

الحقيقة كلام جميل من المشرف التربوي الاستاذ صالح السراء للطلابه وعلى النقيض من المعلم الوافد لان همه الراتب فقط وليس مصلحة بلد ليس ببلده ونحن في مدارسنا نحتاج الى مثل كلام الاستاذ صالح من معلمينا والتشجيع لابنائنا بالتحفيز بالكلمات المنتقاه الي تبث روح الحماس والطموح لدى الابناء كما اوجه شكري للمبدع دائما في صحيفة صدى الاستاذ عقال المالكي الذي اتابع وبشكل يومي كتاباته وزواياه في هذي الصحيفة التي دائما تتحفنا بالاخبار الممتازة والمتجددة ولكم مني خالص التوفيق 0

س
سلمت يداك عدد التعليقات : 117 منذ 10 سنة

سلمت يداك فعلا هذا الواقع اتمنى نشر هذا المقال في المواقع الالكترونيه للمدارس عامه

اترك تعليقاً