الاعداد السابقة للصحيفة
الاربعاء1 مايو

وش صار على معاملتي ؟؟‎

منذ 11 سنة
8
6336

يومٌ مؤلم وأسود ذلك اليوم الذي تنوي فيه مراجعة أي جهة حكومية لإنهاء ( معاملة ) تخصك ، سبب هذا السواد والتشائم لأننا جميعا نعرف مايدور فوق و تحت الكواليس ، فالمعاملة لدينا تختلف عن بقية معاملات الدول الأخرى فهي تمر بعدة دوائر وعراقيل وحواجز فقط لكي تمنع من التوقيع والانتهاء وتعود أدراجها من حيث أتت ، ولا أعلم لمصلحة من يحدُث كُل هذا .

فالموظفين الاعزاء يتقاذفون الأوراق بينهم في زمن وصلت الدولة المجاورة والأقل مننا إمكانيات الى عالم الحكومة الألكترونية التي نسمع بها مراراً وتكراراً ولا نرى لها أثر أو وجود على أرض الواقع مثل ( بيض الصعو ) تماماً .

طبعاً البداية تمر بعدة مراحل إبتداءً من عبارة ( أكتب معروضك ) مروراً بــ ( كمل أوراقك ) الى ( راجعنا بكرة ) وأنتهاءً بــ ( والله ضاعت المعاملة ) ، ولا ننسى الكلمة الدارجة ( تعرف أحد يخلص أموري ) ، وهذه تُستعمل في الحالات النهائية قبل اليأس التام من ( غسل ) الأيدي من المعاملة باللغة الدارجة لدينا .

لو – ولو أنها تفتح نوافذ الشيطان – إلا أنني أُريد أن أحُلق أنا و أنتم في سماء الاحلام والتخيلات بالرغم من أنها في دول مجاورة حقيقة وليست حلم كما لدينا وأقول تخيل بأنك لاتمُر بكل ماذكرت بالأعلى من تعقيد و ( مرمطة ) .

نعم عزيزي القاريء فيكفيك أن تضع ( رجلاً على رجل ) في وسط بيتك وبين أولادك وتشرب الشاي وتُدخن السيجار إن أردت وكل مايُطلب منك جهاز كمبيوتر وتعبئة نموذج ( أبليكشن ) فقط وتقوم بمتابعة معاملتك عن طريق الموقع الرسمي لهذه الجهة على الانترنت فقط ، وعند إنتهاءها تعلم بنفس اليوم الذي أنتهت به ، أو حتى عندما تُرفض تعلم سبب الرفض وبنفس اللحظة ، ولا تحتاج لأن تسافر – ربما – الآف الكيلومترات فقط لتسأل السؤال المكرر ( وش صار على معاملتي ) ، ولاتحتاج لأن تصول وتجول وتصعد وتنزل بين مكتب ومكتب لتسأل موظف عن المعاملة ، ولا تحتاج أن تنتظر الموظف العزيز يعود الى مكتبة بالساعات وزميلة يبرر غيابه بأنه بإجتماع أو مشغول بينما هو في أحد المقاهي أو لايزال على السرير وأنت تنتظر على أحر من الجمر حضوره الكريم لكي تسألة دقيقة واحدة ربما فوتت عليك الكثير من المشاغل الأخرى .

على الطرف الآخر هذا الشي مُريح جداً للموظفين أنفسهم وللوزارة أو الجهة المعنية بالأمر ، فلا أحد يُزعجهم بالاستفسار عن معاملاتهم ، أو التاخير في البت فيها ، وهذا يؤدي الى سرعة تنفيذ وإنهاء المعاملات لأن لاأحداً سوف يراجع هذه الدائرة إلا في حدود ضيقة جداً ، لأن كل شي يتم إلكترونياً لذلك لاداعي لحضورك ولا داعي لأوراقك وملفاتك أخضرها وأصفرها وأحمرها !

ختاماً لا أعلم ماهو العائق طوال هذه المدة لعدم تطبيق هذه الخِدمة المُريحة للمواطن وللمؤوسسة الحكومية بأكملها ، من حيث المال والوقت والجهد والبُعد عن فقدان المعاملات والأهم لدى المواطن السعودي ” سرعة الانجاز والدقة ” وهذا الأهم .

دعونا نُحسن الظن ونقول ربما أن مسؤولينا الأعزاء لديهم بُعد نظر خُرافي وعجيب ، وربما لديهم أفكار ومشاريع أفضل من الحكومة الالكترونية – وربما – أكثر تطوراً منها ، فقط علينا الصبر عليهم – شئنا أم أبينا – والقادم أحلى سواءً بحكومة ألكترونية أو بـ ( وش صار على معاملتي يالطيب ؟) !!

عيسى سعد الحربي ..

التعليقات

ف
فهد علي عدد التعليقات : 1 منذ 11 سنة

الله الله عليك استمر

مقال رائع وصاير كتيررررررررر

ا
اابوسليمان عدد التعليقات : 3 منذ 11 سنة

سلمة يداك والله العظيم ان لي معامله تعويض عن ارض اخذت ثلاث سنوات وانا مابين البلديه والامانه والوزاره وبعد توسلات وطلبات حولو معاملتي الى المحكمه وابدت حكايه جديده راجعت الموظف الي هي عنده قال معاملتك مطوله والقاضي وبعض الموظفين في اختبارات الجامعه مع العلم ان الموظف يداوم نصف ساعه فقط يسرح اولاده للمدرسه ثم يمر المحكمه ويروح بيته مع العلم ان هذا الموظف له عشرين سنه على ذا الحال ونحن في هجره والمعاملات في هذه المحكمه تعد على الاصابع لكن ماعندنا طريقه او بالاصح من نشتكي له
واذا فيه احد عنده حل يواصلني

ع
عيسى الماجد عدد التعليقات : 11 منذ 11 سنة

كلام في الصميم يعكس الواقع الذي نعيشه

بوركت أناملك

م
مشهور العنزي عدد التعليقات : 5 منذ 11 سنة

من أجمل ما قرآت. صديقي ابو يارا. مبدع كعادتك. صدق هاذي معانات اي سعودي عـندة معاملة. حتى لوكانت المعاملة بسيطة يعقدونك ويكرهونك حتى. الشغلة الي لك. لكن. حسبي الله ونعم الوكيل. عليهم.

ك
كاتب أدبي ( عبد الخالق ) عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

شكر الله لك ووفقت الخير وأنا حقا سعيد جدا بك ووبقلمك
استمر في عطاءاتك البهيجة ، وستجد قبولا ملفتا رائعا
لا فض فوك ، ،وخسئ شانئوك .

م
متعب العتيبي عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

راااااائع ، استمر لعل الله ينفع لك …….

مبدع كعادتك

م
متعب بن عبدالله عدد التعليقات : 2 منذ 11 سنة

اهنيك اخوي عيسى على اختيارك لمقالتك

ع
علي الاحمد عدد التعليقات : 4 منذ 11 سنة

رغم اني كنت زعاان علشانك مقال الي راح عن السنه والشيه

الا ان هالمقال روووووووعه كروعة كاتبه

علئ فكره انا اعرفك !!!!!!!!!!

اترك تعليقاً